في رحيل بطريركها.. جريس: أنطاكية من أهم كنائس العالم
تحتفل الكنيسة القبطية الأرثوذكسية، برئاسة البابا تواضروس الثاني، بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية، اليوم الخميس، بتذكار نياحة الأنبا يعقوب بطريرك إنطاكية.
وقال كتاب التاريخ الكنسي، المعروف بـ"السنكسار"، إن في مثل هذا اليوم تنيح الأب القديس الأنبا يعقوب بطريرك إنطاكية. وقد لقي شدائد كثيرة ونفى في سبيل المحافظة على الأمانة المستقيمة. وبعد أن ظل في النفي مدة من الزمان، اجتمع أهل المدينة واستحضروه. ثم رجع الأريوسيون ونفوه ثانيا. فمكث في المنفى سبع سنين. ثم تنيح بسلام.
من جانبه قال القمص ميخائيل جريس ميخائيل، في كتاب "مذكرات في تاريخ الكنيسة المسيحية"، إن كرسي كنيسة أنطاكية ويأتي بعد كنيسة أورشليم من جهة الأهمية في تلك الفترة المبكرة من تاريخ المسيحية.
وأضاف: "أن كانت مدينة أنطاكية هي المدينة الثالثة في الإمبراطورية الرومانية بعد روما والإسكندرية بسبب مركزها الجغرافي والسياسي، فقد كانت العاصمة السياسية للإقليم السوري ومركزًا استراتيجيًا هامًا في هذا الجزء من الإمبراطورية".
وتابع: "كان سكانها خليطًا من الإغريق النبلاء والأغنياء والسريان وهم عامة الشعب واليهود، كان موقعها بين الشرق والغرب أنسب مكان لنشر الأيمان الزاحف إليها من أورشليم في جهات العالم الأخرى نظرًا لقربها من أورشليم وبذا استطاعت أن تظل على صلة دائمة- وبسهولة- بالكنيسة الأم في أورشليم والحصول على ما تحتاج إليه منها".
وأكمل: "وفي كلمات أخرى نقول إن أنطاكية كانت هي باب فلسطين المفتوح على العالمين اليوناني والروماني. ومن هنا كانت خير قاعدة لنشر المسيحية فيهما... وكانت هي بدورها تقدم العون للكارزين الذين يخرجون منها".
وأكمل: "وتعتبر كنيسة أنطاكية هي الكنيسة الأممية الأولى من جهة تاريخ تأسيسها.. وأول ما عرف المؤمنون باسم مسيحيين كان في أنطاكية وقد تعب في الكرازة بها القديسان برنابا وبولس ووصل إليها القديس بطرس متأخرًا وبعد مجمع أورشليم .. وجعلها القديس بولس مركز انطلاقه في رحلاته التبشيرية.. وليس صحيحًا ما يدعيه البابويون والروم والسريان من أن القديس بطرس الرسول هو مؤسس كنيسة إنطاكية وأنه أول أسقف عليها وأنه أسسها بين 36، 37 م. ثم أقام بها سبع سنين، أبحر بعدها إلى رومية.