وصول الطاقة المصرية إلى أوروبا يعزز مكانة القاهرة الاستراتيجية
تمثل اتفاقات نقل الكهرباء المصرية إلى قبرص واليونان مدخلًا لتصدير الطاقة لبقية الدول الأوروبية بما في ذلك الكهرباء والغاز الطبيعي المسال، ما يفتح الطريق أمام مصر للحصول على مكانة استراتيجية وسياسية أكبر لامتلاكها هذه السلع الاستراتيجية والتي تحتاجها أوروبا بشكل عاجل، بحسب خبراء تحدثوا لـ«الدستور».
وقال الدكتور كريم العمدة، أستاذ الاقتصاد السياسي، إن الطاقة المصرية بمجرد وصول كابل الكهرباء لقبرص وكريت واليونان سيتم ربطه بالشبكة القومية الأوروبية للكهرباء، وهذا يعني دخول مصر لعصر جديد تمامًا.
وأضاف «العمدة»، لـ«الدستور»، أن ملف الطاقة يمثل مسألة حياة أو موت بالنسبة للأوروبيين خصوصًا مع دخول فصل الشتاء، لافتًا إلى أن مشكلة القارة العجوز كانت تتمثل سابقًا في الغاز الطبيعي، لكنها تطورت هذا العام لتشمل الكهرباء أيضًا.
وثمن جهود القيادة المصرية في هذا الملف، والتي كانت ثمرتها وصول مصر إلى أن تصبح مركزًا إقليميًا للكهرباء والغاز الطبيعي، لافتًا إلى أن الجانب الأوروبي يريد الطاقة، وأن المعروض أقل من المطلوب، ما رفع سعر المليون وحدة حرارية من دولارين العام الماضي نحو 7 دولارات هذا العام.
أهمية استراتيجية
وأشار إلى الأهمية الاستراتيجية بعيدا عن المكاسب الاقتصادية، موضحا أن تصدير مصر هذه السلع لأوروبا يمنح القاهرة وضعا سياسيا واستراتيجيا أكبر، وهو ما تتمتع به روسيا التي تمد أوروبا بنحو نصف احتياجاتها من الغاز الطبيعي.
وأوضح أن مصر تمتلك أكبر احتياطي من الغاز الطبيعي في العالم، وكذلك تمتلك أكبر محطات إسالة الغاز في المنطقة، ولا توجد دولة يمكن أن تنافس مصر في ملف الإسالة، لأن الموضوع ليس بسيطًا ويحتاج لنحو 8 سنوات على الأقل لإنشاء محطات الإسالة.
من ناحيته، اعتبر الخبير الاقتصادي، الدكتور وليد جاب الله، القمة بمثابة خطوة تضاف لخطوات سابقة من تقارب لم يقتصر فقط على التعاون في مجال الغاز، والذي تقوم به الدول من خلال عضويتها بمنتدى غاز المتوسط، بل تعدى الأمر لإنشاء آلية للتعاون بينها.
وقال «جاب الله»، لـ«الدستور»، إن القمة تأتي لدفع وتفعيل مشروعات التعاون في إطار تلك الآلية بتنفيذ أكبر عدد من المشروعات بما يعود على الجميع بالنفع، حيث تناول الزعماء الثلاثة المشروعات القائمة والمقترحة للتعاون في إطار آلية التعاون الثلاثي.
وتابع: إن مجالات التعاون تشمل قطاعات الطاقة والغاز والكهرباء ومشروعات الربط الكهربائي والسياحة والنقل والزراعة وغيرها، بصورة تساعد تلك الدول في دعم مخططات تعافي اقتصاداتها من جائحة كورونا بمشروعات تراعي البعد البيئي لتعافي اقتصادي أخضر يخلق نموًا مستدامًا.