المرة التى قرر فيها جمال الغيطانى اعتزال الكتابة
هدد الكاتب المصري الكبير جمال الغيطاني، باعتزال الكتابة على خلفية أزمة الثقافة المصرية، والتي أخذت أبعادًا خطيرة مع ديوان"السيدة البيضاء" للشاعر جوزيف حرب، من مصادرة السلطات المصرية للديوان ومنع تداوله في معرض القاهرة الدولي للكتاب.
واعتبر «الغيطاني»، أن وزير الثقافة فاروق حسني في ذلك الوقت يقود حملة لحصار الكتابة استعان فيها بأدباء وأكاديميين وسياسيين للإيحاء بأن المثقفين إباحيين ويعملون ضد الدين.
وكان ديوان «السيدة البيضاء» أول ضحايا أزمة الثقافة المصرية وهاجس المخاوف من استخدام الكتب في معرض القاهرة في حملة جديدة ضد وزارة الثقافة.
وكان فارق حسني، قد أصدر قرارًا بمصادرة ثلاث روايات صدرت عن سلسلة أصوات أدبية بقصور الثقافة، وإقالة رئيس الهيئة علي أبو شادي بعد أن حملة المسئولية عن نشرها.
وقال «الغيطاني»، في ذلك الوقت، إن الازمة استفحلت وأخذت أبعادًا خطيرة، وطوال 45 عامًا مارست فيها الكتابة لم أشعر بأن هناك تضييقًا وتعتيمًا على مناخ الأدب كما يحدث الآن، بعدما تحول الأمر إلى حصار كامل ضد الكتاب المبدعين وتوصيفهم بأنهم إباحيين ومن دعاة الانحلال والفجور، مشددًا على أن القاضي الطبيعي للأدب هو القارئ والناقد فقط، أما أن تختلط الأمور ويضفي معيار الأخلاق على الكتاب فلن يكون هناك أدبًا.
وتوقع «الغيطاني» أن أسوأ سنوات الأدب بدأت في مصر، وهناك سيف مسلط مفادة أن الأدباء يخرقون قيم المجتمع، ولا ننسى أن هذا المناخ بدأ بالهجوم على رواية نجيب بمحفوظ، وانتهى بمحاولة اغتياله.
وكشف «الغيطاني»، أنه يفكر فعليًا في اعتزال الكتابة، مشيرًا إلى أنه لم يكن يتوقع أن يحدث تشويه للأدب والأدباء كما يحدث الآن، وذلك حسبما ذكرت جريدة الحياة عام 2001.