في تذكار رحيله.. تعرف على سيرة عالم القبطيات «لودفيج شترن»

تحتفل كنائس العالم اليوم بتذكار رحيل  العالم الألماني الكبير لودفيج شترن  وهو من  أكبر مؤسسي علم القبطيات، فهو صاحب أول مرجع علمي جامع مانع لقواعد اللغة القبطية في العالم، كما أن له إنجازات أخري كبيرة في علوم المصريات والمكتبات والأرشيف.

وولد العالم  لودفيج شترن يوم 12 أغسطس 1846 في إحدى المدن الألمانية ؛ تلقى تعلميه الأولي في المدارس الألمانية، ثم تخصص في فقه اللغات الشرقية، ولكنه وقع تحت تأثر عالم المصريات الكبير هنريك بروجش، فتحول إلى دراسة علم المصريات. 

 من جانبه قال “ماجد كامل” الباحث في التراث القبطي إن “شترن” ركز اهتمامه بعلم المصريات منذ زيارته إلى مصر بصحبة  الروائي وعالم المصريات جورج ايبرس  مكتشف البردية الطبية الشهيرة المعروفة في كتب التاريخ ببردية ايبرس، وفي مصر تولي لودفيج شترن منصب أول مدير للمكتبة الخديوية في مصر التي أسسها علي باشا مبارك خلال الفترة من (1872 - 1874).

 وتابع “كامل” أن  من الانجازات التي قام بها خلال فترة رئاسة المكتبة الخديوية، أنه قام بالتعريف بمقتنايتها المكتوبة  باللغة  العربية ؛ كذلك قام بإعداد فهارس لها بموجب الأمر العالي رقم 6 بتاريخ 23 مارس 1870، كما تمكن من تزويد المكتبة في عهده بمجموعة من الكتب الأجنبية التي كتبها العلماء الأجانب، وهي جميعها كتب خاصة بمصر وتاريخها وحضارتها  مكتبة بمختلف اللغات الأوروبية. 

وبعد عودته إلى ألمانيا عمل مدير مساعدًا للمتحف الملكي في برلين، ومشرفًا على القسم المصري بالمتحف. 

وفي عام 1886 انتقل “شترن” إلى العمل بالمكتبة الملكية وفي 1 أكتوبر 1905  عمل مدير قسم المخطوطات بالمكتبة، حيث قام بعمل فهارس للمخطوطات الموجودة في المكتبة الملكية ببرلين، كما قام بفهرسة وتصنيف كتابات المؤرخ الشهير “ثيودور مومسن” صاحب أشهر الدراسات في التاريخ الروماني، كما قام بجمع وتوثيق وفهرسة أعمال وخطابات  كل من الشاعر الألماني  الشهير شيلر،   والفيلسوف الألماني إيمانويل كانط.

أما عن  مرجعه “العمدة في قواعد اللغة القبطية ”، فهو يعتبر أول محاولة علمية حديثة  لدراسة قواعد النحو في اللغة القبطية، حتي أن بعض المراجع تعتبره المؤسس الثاني لعلم القبطيات  بعد الراهب اليسوعي الألماني الشهير إثناسيوس كيرشر، والذي صدر في ليبزج عام 1880 ؛ وأظهر في مرجعه هذا مقدرة كبيرة في فهم ومعرفة اللغة القبطية.

ولقد استمر “لودفيج شترن” في عمله العلمي في مجال  علم المصريات والقبطيات والفهرسة والتصنيف حتى توفي في 9 أكتوبر 1911 عن عمر يناهز 65 عامًا.