أحد أبطال أكتوبر: الشهيد أحمد حمدي قالنا عاوز سيناء تمطر جنود
«الحرب كانت حياة أو موت بالنسبة لي، ووضع أمامي هدف واحد، هو النصر أو الشهادة» هكذا تحدث مسعد عبد السميع غريب، 71عامًا، أحد أبطال حرب أكتوبر لـ«الدستور»، راويًا أنه لم يخشى الموت، بل أقدم على واجبه الوطني بكل ثقة في النصر.
وأضاف أنه التحق مجندًا بالجيش في 22 مارس عام 1970، وأنهى الخدمة في الأول من يوليو 1975، لافتًا أنه التحق بسلاح المهندسين، بالكتيبة 67 برمائيات، التابعة للجيش الثاني، وكان موقع تدريبه بالقناطر الخيرية بفرع رشيد، حيث كان يعد موقعًا يتم تنفيذ به مشروع تحطيم الساتر الترابي، وعبور قناة السويس، حيث تم رفع ساترين أحدهما بفرع دمياط وآخر بفرع رشيد وتمثلت وكانت القناطر بمثابة قناة السويس.
وقال لـ«الدستور» إنه استمر بالتدريب على مشروع احداث الثغرات بالساتر الترابي وعبور البرمائيات لمدة 3 سنوات، لافتًا أنه أثناء التدريب تحطم جزء من الساتر فوقه وسقط في المياه، وتم انقاذه، وعند خروجه احتد على تنفيذ خاطئ في عبور البرمائيات.
واستمع القائد إلى رائيه، وهو سد الجهة البحرية، وفتح الجهة القبلية لنزول البرمائيات على أرض صلبة، ليؤيد القائد رأيه ويرقيه إلى عريف أصيل على الفور.
لقاء القائد احمد حمدي قبل الحرب
وتابع أنه في يوم 5 أكتوبر عام 1970، جاءت الأوامر بالتحرك إلى التمركزات الجديدة، ولم أكن أعي أنها الجبهة، وتم توزيعنا بطول قناة السويس وكان موقعي في محافظة الإسماعيلية، وكنا متشوقين لاسترداد الأرض، وجميعنا على قلب رجل واحد.
وأشار إلى أنه في صباح يوم 6 أكتوبر تفاجأنا بسيارات للجيش متجهة إلينا، ليخرج منها الشهيد أحمد حمدي رحمه الله، ويلقي علينا السلام جميعًا فردًا فردًا، واستمع إلينا، ثم أخبرنا أن بيننا وبين قناة السويس نصف كيلو، وأشار إلينا وقال هذا هو خط بارليف، وأن الساعة قد حانت، وأطلب منكم أن تعمل البرمائيات في نقل الجنود بقدر المستطاع، قائلًا: «هذه هي اللحظة الحاسمة، عندما تدق ساعة الصفر عاوز سيناء تمطر جنود»، حيث كانت الكباري تستغرق 6 ساعات في إقامتها، وكان الاعتماد الأسرع على البرمائيات في نقل الجنود.
ساعة الصفر
وأوضح أنه عندما حانت ساعة الصفر، لم يكن هناك خوف، وتحصنا بذكر الله وحطمنا العدو، واثناء الحرب دخل الطيران ليدك جميع المواقع الحصينة لإسرائيل، وكان قائدي الطيران يهبطوا في مستوى قريب منا ليشيروا لنا بعلامة النصر، مشيرًا إلى أنه شعر بفرحة عارمة وتذكر ما كانوا يرددونه في نكسة 67 بأن الطيران ضرب على الأرض، والآن الطيران يحلق فوق سيناء.
وأشار أنه بعد دخول سيناء والتمركز بها، كان الطيران الإسرائيلي يحلق فوقنا، يريد أن يشل حركة المسؤولين عن الكباري والبرمائيات حاملي الدبابات، وكان يطلق علينا صواريخ بها قنابل صغيرة عنقودية محرمة دوليًا، وكانت تنفجر في الجنود المصريين، لافتًا أنه أصيب في ذراعيه وساقه، وشظايا في رأسه ولكنه رفض التوجه للمستشفى، بل قام بخياطة الجرح واستكملت دوره على القناة.
الناس في الشوارع كانت بتزفنا
وأكد أن تلك الأيام رغم صعوبتها ولكن كان بنا قوة لا يستهان بها، حيث أنه كان يأكل لقيمات من الخبز الناشف والفاسد، وكان مذاقه طيب بل وكأنه يأكل بسكويت، لافتًا أنه مع أول إجازة له بعد الحرب لزيارة أسرته لساعات قليلة كان الاستقبال له هو وزملائه في المواصلات والشارع حافلًا وكأنها «زفة»، حيث كان يحتضنه المواطنين في الشوارع، والسيدات تقدم لهم الطعام والشراب، حيث أنه قطع مشوار من الإسماعيلية حتى الإسكندرية ومنها إلى إدكو مكان منزله، وكان الطريق عبارة عن مظاهرة من حب الناس وكل من يرانا يمدح بنا ويخبرنا أننا رفعنا اسم مصر.