نواب تونسيون: تكليف امرأة بتشكيل الحكومة تقدير لنضال التونسيات
رحب نواب في مجلس الشعب التونسي المجمدة أعماله، بتكليف الرئيس قيس سعيد، نجلاء بودن رمضان، بتشكيل الحكومة، التي ينتظرها الشارع منذ ما يزيد على شهرين، كأول امرأة تتولى هذا المنصب في تاريخ البلاد.
وبدأ الرئيس التونسي فصلًا جديدًا في القرارات الاستثنائية المتوالية منذ 25 يوليو الفائت، والتي بدأت بتعليق عمل البرلمان إقالة الحكومة، ووصلت إلى تعطيل الدستور وبدء عملية تغيير النظام السياسي في تونس.
مسيرة نضالية
وقالت النائبة في مجلس الشعب التونسي المجمدة أعماله، ليلى حداد، إن تعيين امرأة في هذا المنصب الرفيع له دلالات كبيرة أولها تثمين دور المرأة التونسية، ونضالها على المستوى السياسي وعلى صعيد حقوق الإنسان.
وأضافت «حداد» لـ«الدستور»، أن المرأة التونسية أحرزت العديد من المكاسب في مسيرتها النضالية، لكن على المستوى السياسي لم تتقلد المرأة هذا المنصب من قبل.
وتابعت بقولها، إن: قرار «سعيد» رسالة لكل من يتشدقون بقيم الديمقراطية، بعد صمته السابق، وتكريم للمرأة التونسية، وهذا الرجل يؤمن دومًا بأهمية تمكين المرأة، فهو من نصب نادية عكاشة كأول مديرة للديوان الرئاسي، ما يدل على احترامه واعترافه بنضال المرأة التونسية.
وأشارت إلى أن «بودن» ليست وجهًا سياسيًا معروفًا، وتعمل في وزارة التعليم العالي والبحث العلمي، وكأنه يريد أن يقول إن كل الوجوه المألوفة التي فقد الشعب الثقة فيها لا مكان لها في تونس الجديدة، وأن هناك من يعملون بصمت وحان وقت خروجهم لخدمة وطنهم وإنقاذه من الأزمة الاقتصادية والسياسية والاجتماعية.
وترى «حداد»، أن «سعيد» أراد من خلال تكليف هذه الشخصية المستقلة صاحبة الكفاءة أن يوصل رسالة للكفاءات التونسية نظيفة اليد التي تعمل من أجل مصلحة الوطن بأن جهودهم مقدرة.
رسائل غير مباشرة
ورحب عضو مجلس الشعب المجمدة أعماله، مبروك كورشيد، بتكليف «بودن» بتشكيل الحكومة بصفتها امرأة، قائلًا: «أرجو ألا تُعلق على مرحلتها كل أخطاء الحكم الطويلة».
وقال «كورشيد» في تصريحات لـ«الدستور»، إن القرار له أبعاد كثيرة، فهو يخاطب المرأة التونسية ويريد استقطابها إلى جانبه، فى وقت تعالت بعض الأصوات المعارضة الشعبية لإجراءات 22 سبتمبر الأخيرة.
وأضاف أن البعد الثاني، يحمل رسالة للغرب، مفادها أن تونس لا تفرق بين رجل وامرأة، وأن الاختلاف الجندري لا يمثل مشكلة في إدارة شئون الدولة وشكل وطبيعة نظام الحكم فيها.
من هي نجلاء بودن؟
ورئيسة الحكومة الجديدة نجلاء بودن من مواليد 1958، وهي أستاذة تعليم عالٍ في المدرسة الوطنية للمهندسين بتونس ومختصّة في علوم الجيولوجيا، وحاصلة على شهادة الدكتوراه في الجيولوجيا سنة 1987 من المدرسة الوطنية العليا للمناجم بباريس.
وتشغل «بودن» حاليًا، خطة مكلفة بتنفيذ برامج البنك الدولي بوزارة التعليم العالي والبحث العلمي. وتمّ تعيينها مديرة عامة مكلفة بالجودة بوزارة التعليم العالي سنة 2011.
كما شغلت منصب رئيسة وحدة تصرف بحسب الأهداف لإنجاز مشروع إصلاح التعليم العالي، وكُلّفت بمهمة بديوان وزير التعليم العالي السابق شهاب بودن سنة 2015.