الأهلي فوق الجميع
وافرض مثلا مثلا يعني، إنه شعار "الأهلي فوق الجميع"مقصود بيهإنه فوق جميع الأندية الأخرى، دا يضايقك كـ زملكاوي في إيه؟
خلينا الأول نسأل سؤال:هم ليه بـ يسموا المسرحياتوالمسلسلات والأفلام "تمثيل"؟
حسب ما أفهم، دا لـ إنه صناع العملبـ يقدموا مثل/نموذج يتعاملوا من خلاله مع الواقع. صحيحفيه مدارس واتجاهاتحوالين علاقة هذا المثل بـ ذلك الواقع، لكن دا مش موضوعنا، خلينا في الفكرة نفسها، اللي بـ تقودنا لـ سؤال:
طب وليه يعملوا مثل لـ الواقع؟ما يتعاملوا معاه مباشرة
ما أراهإنه الإنسان عبر مسيرته، محتاج لـ فكرة التمثيل دي، مش بس في الأعمال الفنية، إنما في العموم، إما لـ إنه لا يمتلك القدرة على التعامل مباشرة مع الواقع، أو لا يمتلك الرغبة، أو إنه يشعر بـ فائدة مامن التعامل مع المجاز: زي إنه يستخبى وراه، أو حتى لـ المتعة أو تخفيف الألم، الأسباب كتير.
إنما احتياجنا لـ التمثيلواضح في كتير جدا من تفاصيل حياتنا: تاج الملك، لوجو الشركة، علم الدولة، عصاية الوالد المتوفي، ماكينة خياطة الجدةاللي لسه محتفظين بيهم، وعمرنا ما نفرط فيهم، وفيه أمور تانيةمش ضروري نتكلم عنهالكنها برضهتندرج تحت بند التمثيل.
المهم: هل التمثيل دا (بـ معناه العام)مفيد؟هل بـ يقدم دور أو يؤدي وظيفةفي حياة البني آدم؟
والله على حسب إنت بـ تستوعبه إزاي، إنت كـ صانع أو متلقي، فيه إنسان يشوف فيلميساهم في تغيير حياته لـ الأفضل، إنسان تاني يشوف نفس الفيلمحياته تسوء. إنسان تالت أول الفيلم ما يخلص، ينساه، ولا كـ إنه شافه.
كمان فيه أفلام تقدر تساهم في تغيير الواقع، ولو جزئيا، وأفلام زي الترمس الني: حضوره يشبه غيابه، فـ الموضوع مالوش قانون.
نرجع بقى لـ الكورة، على الأدق لـ منافسات الكورة، اللي هي في الأساس"تمثيل"، هـ نخترع قبيلة اسمها الأهلي، وقبيلة اسمها الزمالك، وقبيلة اسمها الإسماعيلي، وقبيلة اسمها مازيمبي، وقبيلة وقبيلة وقبيلة.
القبائل دي تتنافس، كـ تمثيل لـ النزاعات القبلية، من أول ما وجد الإنسان، وأنا أشجع دا،
وإنت تشجع دا، ونتنافس.
ممكن دا يؤدي لـ شيء أحسن في حياتنا، وممكن يودينا في داهية، حسب طريقة تناولنا لـ المثل، واستيعابنا له.
ما يعنيني هناهو كون المنافسات الكرويةتمثيل لـ نزاعات بدائية، ما زالت تلازم نفسياتنا، فـ هي كـ أي تمثيلتستخدم المجازات، وتستعير من الواقع المأخوذة عنهكافة تعبيراته.
مثلا، نادي الزمالك، اللوجو الخاص بيهعبارة عن مقاتليسدد السهام نحو الأعداء، هل في داحض على القتالأو خطاب كراهية، أو ما أشبه من أمور؟
لأ.
مش بس الزمالك، أياكس الهولندي، الاسم واللوجو لـ مقاتل يوناني، فـ هل دا دعوة لـ الحرب؟أندية كتير كدابـ تستخدم أدوات القتال والحربكـ لوجو أو شعار.
وسيبك من الأندية، ما الكورة مليانة تعبيرات حربية، وكتير منها استعلائي: قذيفة/ يسحق/ حياة أو موت/ هزيمة مذلة/ بازوكا، حتى الفائز بـ مسابقة ما بـ نسميه "بطل".
بـ نستخدم كمان تعبيرات زي: "أسياد القارة"، "قاهر الكبار"، إلخ إلخ إلخ.
فـ لما ييجي نادييستخدم تعبير "كذا فوق الجميع"، حتى لو يقصدإنه "متفوق" على جميع منافسيه(فوق – متفوق)فـ دي حاجة تحفزك مش تضايقك، إمتى نتضايق من المثل/المجاز؟
أولا، لما مستخدمه يبني عليه افتراضاتتتجاوز حقوقه أو حدوده في المنافسة، يعني، لو الأهلي بـ يستخدم التعبير داعشان مفيش لاعب من عندهيحصل على بطاقة حمراء، ولا عايز عشرة بنط أول الدوري، جدعنة كدا، أو لما يتحسب له فاولمفيش حائط بشري يتصدى له، دي قصة تانية. ابقى ساعتها اعترض على الشعار.
ممكن كمان المجازاتتبقى مدعاة لـ الغضب، لو تجاوزت المثل لـ الواقع نفسه، يعني لو حضرتك قلت درع وسيف، ورحت جايب لك خمسين بلطجيشايلين السنج والدروع، أبقى اتضايق، إنما طالما مجاز، مفيش مشكلة.
مش عايزين يا جماعةنعمل زي المسئوليناللي عبد الحكيم عامر قال لهمأنا عايز النهارداأشوف "حرب" في الملعب! فـ قالوا: تمام يا أفندم، ثم احتاروا: كيف ينفذون هذا الأمر العجيب، ثم تهللوالما لقوا الدهشوري حرب في قايمة الترسانة، فـ خلوه يلعب أساسي.