الكنيسة الكاثوليكية تحتفل بعيد الشهيدين أبادير وأخته إيرائي
تحتفل الكنيسة القبطية الكاثوليكية، اليوم، برئاسة البطريرك الأنبا إبراهيم اسحق، بحلول اليوم الثامن والعشرون من شهر توت أول شهور السنة القبطية، وعيد تذكار شهادة القدّيسين أبادير وأخته إيرائي، وتكتفي الكنيسة في احتفالاتها اليوم بالقداس الإلهي الذي يُقرأ خلاله عدة قراءات كنسية على مدار اليوم مثل: رسالة القدّيس بولس إلى أهل رومية، وإنجيل القدّيس لوقا.
القمص تادرس يعقوب ملطي، أشهر مُفسري الإنجيل في العصر الحديث، وراعي كنيسة الشهيد مارجرجس للاقباط الارثوذكس بحي اسبورتنج بالاسكندرية قال في كتاب "قاموس آباء الكنيسة وقديسيها مع بعض شخصيات كنسية" إنه إذ يتغنى المؤمنون بالتسبحة يسألون الشهيدين أبادير وأخته إيرائي أن يطلبا من الرب من أجل غفران خطاياهم، وتحتفل الكنيسة بعيد استشهادهما في 28 توت".
وأضاف: "نشأتهما هما ابنا أخت باسيليوس الوزير الأنطاكي؛ تعين أبادير إسفهلارًا "قائدًا عظيمًا" في جيش دقلديانوس. ظهر له السيد المسيح في رؤيا بالليل، وطلب منه أن يذهب مع أخته إيرائي إلى مصر لينالا إكليل الاستشهاد، وقد تمتعت أخته بذات الرؤيا، فعرفا أنها من الله وانطلقا بفرح ليتمتعا بما وهُب لهما".
وتابع:"هنا يليق بنا أن نتساءل: لماذا سمح الله لهما بل أمرهما أن ينطلقا للاستشهاد، مع أنه يقول: "ومتى طَردوكم في هذه المدينة فاهربوا إلى الأخرى"، وقد حذرنا كثير من القديسين مثل البابا كيرلس الكبير والبابا بطرس خاتم الشهداء والقديس باخوميوس من الاندفاع نحو الاستشهاد بأنفسنا أو إثارة الولاة لاضطهادنا؟".
وأكمل: "المسيحي في غيرته المقدسة يقدم حياته كل يوم ذبيحة حب لله، لكن بروح الإتضاع لا يسعى لاحتمال الاضطهاد بنفسه، إنما إن جاء يقبله بفرح كما فعل البابا بطرس خاتم الشهداء نفسه. وقد سمح الله بدعوته لجماعة معينة للذهاب إلى الاستشهاد بأنفسهم لرسالة معينة، فإرسالية أبادير الإسفهسلار وأخته إيرائي إنما بقصد إلهي، فقد تعرض مئات الألوف من الأقباط للاستشهاد، بل وتقدمت مدن بأكملها كمدينتي أسنا و إخميم للاستشهاد بفرح على يدي إريانا والي أنصنا (بجوار ملوي)."
واختتم: "حضور أمثال أبادير يعطي تشجيعًا للبسطاء، بأن الأمراء يسعون لهذا الشرف، وحضور إيرائي يعطي سندًا للفتيات أن فتاة شريفة تأتي من القصر لتقبل الآلام بفرح.... هكذا كان للمدعوين للذهاب للاستشهاد بأنفسهم رسالة خاصة وسط الضيق الشديد".