سد النهضة قضية أمن قومي.. أبرز رسائل وزيرة الخارجية السودانية
وجهت الدكتورة مريم الصادق المهدى وزيرة الخارجية السودانية عدة رسائل مهمة خلال مؤتمرها الصحفي الذي عقدتها مساء أمس السبت، وكان أبرزها ملف سد النهضة والعلاقات مع مصر، والتي ترصدها الدستور في التقرير التالي:
سد النهضة قضية امن قومي
أكدت الدكتورة مريم الصادق المهدى وزيرة الخارجية السودانية إن النصر الكبير الذي تحقق بدعم موقف السودان بشأن سـد النهضة من مجلس الأمن يؤكد أن السودان يمضي في الاتجاه الصحيح، مضيفة أن "سد النهضة" قضية أمن قومي بالنسبة للبلاد.
وأضافت في مؤتمر صحفي حول السياسة الخارجية للسودان، أن من أكثر القضايا التي شغلت وزارة الخارجية خلال الفترة السابقة، قضية سد النهضة، والتي أعطتها الوزارة اهتماما خاصا لإرتباطها بالأمن القومي، لذلك تم تكثيف الجهود الدبلوماسية حول هذه القضية وضرورة التوصل لاتفاق قانوني ملزم يحقق المنفعة لكل الأطراف.
موقف السودان ثابت تجاه اتفاق ملزم ملء وتشغيل السد
وأوضحت أن موقف السودان الثابت والواضح في أزمة سد النهضة قائم على مرجعية القانون الدولي، وعلى اتفاقيات سابقة بين السودان وإثيوبيا، إضافة إلى إعلان المبادئ الذي تم توقيعه بين قيادات الدول الثلاث في الخرطوم.
وأشارت إلى أن السودان يقف مع الحق الإثيوبي في تطوير إمكانياته والاستفادة من مياه النيل الأزرق وتطوير موارده، دون إجحاف في حق الآخرين خاصة حقوق السودان ومصر، وعلى أن الأطراف إذا أرادت أن تجني فوائد مشتركة من مشروع السد، فإنها لا يمكن أن تتحقق دون وجود اتفاق قانوني ملزم للجميع، خاصة فيما يلي قضية الملء ومراحله والتشغيل ومراحله بصورة تفصيلية.
جولات مكوكية ومساعي دبلوماسية لحل الأزمة
وقالت إن الدبلوماسية السودانية ظلت ومن خلفها الدولة والحكومة بكافة اجهزتها المعنية تدير هذا الملف بحكمة واقتدار، وليس أدل على ذلك من الإنجاز الدبلوماسي المقدر الذي أحرزه السودان مؤخرا بصدور بيان رئاسي من مجلس الأمن الدولي مثل استجابة لرؤية السودان للمنهجية الصحيحة لاستئناف عملية التفاوض، وهذا يؤكد بأن الوضع يسير في الاتجاه الصحيح، وبالتالي من المؤمل اذا ما توفرت الارادة السياسية وحسن النية، أن تساعد الأطراف المعنية في التوصل الى اتفاق قانوني ملزم حول ملء وتشغيل سد النهضة يراعي انشغالات ومصالح الدول الثلاث.
وتابعت أن السودان قام بعدة جولات عربية لشرح الأزمة مع إثيوبيا (مصر والإمارات وقطر والبحرين) وجولات واسعة في إفريقيا شملت (جنوب السودان، جزر القمر، كينيا، أوغندا، رواندا، الكونغو، نيجيريا، غانا، السنغال، النيجر)، والنجاح في توصيل رؤية السودان حول الأزمة مع إثيوبيا (الحدود وسد النهضة) بلقاءات مع وزراء الخارجية العرب والأفارقة والدول المؤثرة، وعبر مكالمات هاتفية ولقاءات مع كل السفراء تقريباً، وسعى السودان للتأثير على موقف مفوضية الاتحاد الافريقي، و التأثير في الموقف الأوروبي والأمريكي والإفريقي لصالح السودان في القضيتين.
السودان حريص على تعزيز العلاقات مع مصر
وفي السياق ذاته، قالت وزيرة الخارجية السودانية أن بلادها تولي أهمية خاصة للعلاقات مع دول الجوار، وفي مقدمتها مصر.
وأضافت إن السودان يؤكد حرصه على تعزيز العلاقات مع مصر وتطويرها في جميع المجالات، رعايةً لحسن الجوار وصونًا للأمن الوطني والاستراتيجي للسودان ومصر، وتعزيزًا لعلاقات التعاون والتبادل المشترك للمصالح والمنافع والقضايا ذات الاهتمام المشترك إقليميًا ودوليًا.
ونوهت بالتنسيق اللصيق والكبير بين مصر والسودان في إدارة الأمر حول سد النهضة مؤخرًا، لافتة إلى أواصر القربى والتداخل الاجتماعي والثقافي والتجاري بين البلدين.
توتر في العلاقات بين السودان وإثيوبيا
ومن جهة أخرى، قالت إن العلاقات الثنائية بين السودان وإثيوبيا، تشهد حالياً توتراً بينا على خلفية قضيتي الادعاءات الإثيوبية في أراضي منطقة الفشقة السودانية، وكذلك بسبب تعنتها بشأن إبرام اتفاق ملزم قانوناً حول عمليتي ملء وتشغيل سد النهضة، وفي كلا هذين الموضوعين، فإن السودان مطمئن لسلامة موقفه.
وأشارت إلى أن الأوضاع الأمنية السائدة في بعض الجوار تنعكس سلباً على أمن الحدود،على سبيل المثال، ما تردد مؤخرا عن ضبط السلطات السودانية لأعداد كبيرة من الجثث لمواطنيين إثيوبيين ينتمون لقومية التيجراي مقيدة وعليه آثار تعذيب، حملها نهر سيتيت من داخل الأراضي الإثيوبية إلى داخل الأراضي السودانية، وتم التعرف على هوياتهم بواسطة إثيوبيين مقيمين بالمنطقة، وهذا الأمر شهدت عليها المديرة التنفيذية للوكالة الأمريكية للتنمية الدولية وعدد من المنظمات الدولية.