«زاهد في الدنيا».. قصة أحلام أشرف شحاتة من الأمية للرسم على الجدران
رجل في منتصف الأربعينات من عمره، حفر الزمن أيامه على وجهه لم يكتسب أي مهارات تعليمية، حتى أنه وصل لعمر 43 عاما وهو أُمِّيًّا، لم يكتسب سوى عدة مهارات يومية لكسب رزقه برفقة والدته التي يعيش برفقتها، إلا أن حلمه بأن يصبح رساما لازمه طوّال حياته، ويحاول تحقيقه كل يوم على الطرقات دون كلل أو ملل.
التقطت عدسة محمد حكيم، صورًا له وهو يمارس هوايته الذي لطالما حلم على تحقيقها لسنوات طويلة على طريق أسوان الزراعي، و الذي قال لـ"الدستور" أن "اسمه أشرف محمد شحاتة، مش متعلم بيعرف يكتب اسمه بس، الناس لما بتشوفه من يعيد بتفكره عنده إعاقة ذهنية، إلا أن أشرف طلع زاهد الدنيا وبيحاول يحقق حلمه بالرسم بأي طريقة".
أشرف من أبناء محافظة أسوان، يحاول تحقيق حلمه من حين لآخر بخروجه على الطريق الزراعي في وقت الغروب، وهو يحمل أدواته البسيطة وهو الجبس الذي يحصل عليه من السير على الطريق وقت الغروب.
- الجبس سفير الخيال والإبداع على الجدران
يقف أشرف شحاتة على الطريق الزراعي لمحافظة أسوان، لتغطي أصابعه الجبس، ويغوص بين يديه، ويطلق العنان لخياله ويبدأ باستخدام الجبس ليرسم على الجدار الخرساني الذي ينتظره ليغير شكله بالرسومات بشكل يومي، وقال محمد "بقاله سنين كل يوم يخرج يرسم، وكل ما الرسم يتمسح يرسم تاني، حتى أنه عنده في بيته كراسات رسم، واوقات كتير بيخرج يشتغل في الغيط".
حلم الرجل الأربعيني بسيط، يريد أن تصل رسوماته إلى العالم، أن يتعلم أكثر وأكثر عن هوايته لينفذها بشكل صحيح، ويخرج للعالم الموهبة التي بداخله ولا يعرفها سوى والدته، بجانب عدد من جيرانه وأبناء قريته، وأضاف محمد: “هو كل حلمه الناس تشوفه برا قريته وتؤمن بيه و يعرفوا موهبته كويس، يساعدوه أنه يلون جدارن القرية عنده واسمه يتحفر على الحيطان بأنه رسام”.