حسناء رجب: «رفيع» يحتفي بالأنثى في نصوصه وعنوان الرواية يضفي عليها طابعا غنائيا
قالت الشاعرة حسناء رجب، خلال فعاليات مناقشة رواية "أنا ذئب كان" بمنتدى بتانة الثقافي، كنت قد اطلعت على مخطوط الرواية، كان هذا بداية الأسطورة التي تكشف عن قصد ودلالة، وبعد أن انتهيت من قراءتها وسألني محمد رفيع وشعرت بلهفة الفنان عن الرواية، أجبت على سؤاله بسؤال ايه ده وكان رده كتبتها بدمي، أدونيس قال إن الأساطير في دفء الوجدان.
وأضافت الشاعرة، "الرواية من عنوانها "أنا ذئب كان" يضفي طابعا غنائيا على العالم ويضفي طابع الديموَمة، وهو عنوان لا يصطدم مع فحوى رؤيته الداخلية، أبدع رفيع في سرده عبر احتفائه بالمجاز وتجلي اللغة الشاعرة فيه".
- الاحتفاء بالأنثى
وتابعت:" ثمة إيقاع مسرحي يشغل النص الروائي إلى جانب الميراث الديني والاجتماعي، يحتفي ربيع بالانثي كعادته عبر نصوصه الفائت مثل في "عسل النون"، ويمكن أن نشير أن ذلك الاحتفاء يأتي عبر احتفاء شخصي وحقيقي وواقعي للأنثى في محيط محمد رفيع.
وأكدت:" الرواية تطرح مشكلة إنسانية وهي الموت في مقابل الحياة، تتميز باستلهام موقعه الجغرافي الغردقة قاصدا فيها إحياء ذاكرة المكان، و نوهت إلى:" لكل تجربة ابداعية خصوصيتها وتجربة محمد رفيع مثيرة وتدرب في جذورها في تنشيط واستعادة الأسطورة.
جاء ذلك في إطار تنظيم منتدى بتانة الثقافي لمناقشة رواية "أنا ذئب كان" للكاتب الروائي والسيناريست محمد رفيع، ويشارك فى المناقشة كل من الناقد والكاتب شعبان يوسف، والناقدة والمبدعة د.فاطمة الصعيدي ، والكاتبة الروائية دكتورة صفاء النجار، والشاعرة والقاصة حسناء
و أقيمت المناقشة وسط حضور كبير من الصحفيين والقراء بمقر منتدى بتانة بعمارة يعقوبيان بوسط القاهرة.
ومن أجواء الرواية نقرأ" اتت مدينة كما يموت الميتون، لا ليس كما يموت الميتون، ماتت موتَها الخاص، فالموت كالبصمة لا يتكرر، لكننا لا نلحظ ذلك إلا حين نعبر للضفة الأخرى، أصابها هزال مفاجئ، وعافت الطعام، وأتعبت سلمى في إطعامها مثل طفل فطَمَته أمّه، والعجيب أنها لم تسترح إلا للبن الماعز؛ تزدرِده كالرضيع، وتفتح عينيها مستمتِعة به، ظلت على حالها قرابةَ الشهر ثم ذهبت إلى هناك.
وفي هذا الشهر الذي سبق موتَها كانت تتعلق عيناها بالسماء، وتبدو مسحورة لا تنبس بكلمة لساعات طوال، وأحيانًا يذهب سواد عينيها ويترك العين بيضاء تمامًا، ثم تغمض جفنيها وتفتحهما لترى سلمى الحدقةَ وقد عادت بعد غيابها المخيف".