أسقف نيويورك: القديسة ثيؤدورة حلقت شعرها وترهّبت بعد توبتها على الخطيّة
تحتفل الكنيسة الأرثوذكسية، برئاسة البابا تواضروس الثاني، بابا الإسكندرية، بطريرك الكرازة المرقسية، اليوم بذكرى نياحة القديسة ثيؤدرة التائبة.
قال الأنبا دافيد، أسقف ولاية نيويورك بالولاية المتحدة الأمريكية إنها وُلِدَت في القرن الخامس الميلادي في عهد الإمبراطور زينون من أبوين شريفين بالإسكندرية اتسمت بالجمال البارع مع الحياة التقوية والغنى، وتزوجت شابًا غنيًا وتقيًّا وكانت حياتهما مملوءة سلامًا وفرحًا.
أضاف في تصريحات له بمناسبة الاحتفال بالقديسة أنه:"في وسط مظاهر الغنى تعرف عليها شاب غنى أعجب بحكمتها واتزانها وكان تقيًّا وطاهرًا، فصارت بينهما دالة، لكن عدو الخير بدأ بعد فترة يلقى فيه بذار الفكر الشرير من جهة ثيئودورة، وتزايدت الحرب حتى وجد الشاب فرصة وصارح ثيئودورة بأفكاره من جهتها، فصُدمت إذ كانت ترى فيه النقاوة، وانتهرته.
مرت الأيام وتزايدت الأفكار حتى سقطا في الخطية، لم يعرف أحد ما حدث، خاصة والكل يعلم أنهما طاهران، لكن ثيئودورة لم تحتمل نفسها، وفي صراعها صارحت رجلها بما حدث والدموع تنهمر من عينيها.
ولم يعرف الزوج ماذا يعمل؛ لأنه كان يثق في زوجته وصديقه، وتحولت حياتهما إلى دموع لا تنقطع، وأخيراً قررت أن تترك العالم لتقضى بقية أيامها في توبة".
تابع"حلقت شعر رأسها وتزيت بزى الرجال وانطلقت ليلاً إلى دير الأناطون بالدخيلة بالإسكندرية حالياً، وهناك سألت رئيس الدير أن يقبلها، فأراد أن يختبرها فتركها على الباب طول الليل وسط البرد الشديد، وفي الصباح وجد أن عينيها قد تورمتا بسبب البكاء، فسمح لها بالدخول وعُرفت باسم الراهب تاؤدور أو تادرس، وعاشت القديسة في هذا الدير تمارس خدمة فلاحة البساتين محتملة كل تعب بفرح وسرور. وصلواتها لا تنقطع وسط أتعاب العمل. واتسمت بالطاعة والوداعة مع النسك الشديد".