محلي ومستورد.. «الصحة» مفتاح الحياة لتوفير لقاح كورونا للمصريين
تواصل وزارة الصحة تلقي دفعات متتالية من لقاح كورونا ضمن خطة القيادة السياسية والوزارة، للتوسع في توفير اللقاحات وتوفير اللقاح الخاص للمسافرين وجميع المصريين، خاصة مع تأكيد الدكتورة هالة زايد أن من المستهدف بنهاية العام الحالي الوصول بعدد المواطنين الحاصلين على اللقاحات المضادة للفيروس إلى 40 مليون مواطن، منوهة إلى جهود توفير هذه اللقاحات سواء عن طريق تصنيعها محليًا أو استيرادها من الخارج.
وقالت زايد، خلال اجتماع مجلس المحافظين، إنه جار العمل على زيادة الطاقة الإنتاجية من التصنيع المحلي للقاحات وكذا اتمام العديد من التعاقدات لتوريد المزيد من اللقاحات بمختلف أنواعها، لافتة إلى أن مصر تُعد من الدولة القليلة التي لديها تنوع في اللقاحات المضادة لفيروس كورونا.
يأتي التأكيد المستمر على أن خط الدفاع الأول الآن أمام فيروس كورونا ومتحوراته وموجاته التي وصلت إلى الموجة الرابعة الآن هو اللقاح المضاد والذي أصبح متوافر منه أنواع مختلفة، تسعى وزارة الصحة بشتى الطرق للحصول على كافة هذه الأنواع والسعي لتصنيع ما يمكنها من تصنيعه والذي بدأته بسينوفاك الصيني ويتم تصنيعه في مصانع فاكسيرا.
ومنحت هيئة الدواء رخصة الاستخدام الطارئ لأربعة لقاحات مضادة لفيروس كورونا هم لقاح سينوفارم الصيني ولقاح سبوتنيك V الروسي ولقاح أسترازنيكا إنتاج معهد سيرم الهندي ولقاح أسترازينيكا AZD 1222 المستورد من كوريا الجنوبية، وبالفعل تسلمت ملايين الجرعات من هذه اللقاحات.
وقال الدكتور محمد أبو عامر، استاذ المناعة، إن وزارة الصحة تقوم بمجهودات كبيرة وعظيمة في توفير لقاح كورونا سواء من خلال الاستيراد من الخارج أو تصنيعه محليًا، وذلك من أجل الوصول إلى مناعة القطيع للتصدي لفيروس كورونا.
وعن استيراد الصحة لأنواع مختلفة من لقاح كورونا أوضح أبو عامر، لـ"الدستور"، أن كل أنواع اللقاحات متاحة ومجازة لكل سلالات فيروس كورونا، حتى الآن، مضيفًا أن هناك بعض الدراسات التي تشير إلى أن «متحور مو» قد يكون مقاوم لبعض هذه اللقاحات، لكن لم يثبت ذلك قطعيًا إلى الآن.
أضاف أن الوصول لمناعة القطيع هى الحل، وذلك جنبًاَ إلى جنب مع تطعيم المواطنين باللقاحات لأنها الحل الوحيد لوقف تحورات الفيروس المستجد، وذلك يحدث عند تطعيم نحو 70% أو أكثر من المواطنين.
أشار إلى أنه يمكن أيضًا الوصول إلى مناعة القطيع عند زيادة أعداد من أصيبوا بكورونا قبل ذلك وكونوا مناعة دفاعية وخلايا ذاكرة ضد الفيروس هنا تحدث مناعة القطيع وتتوقف تحورات كورونا، لكن هذا الأمر يمثل صعوبة لأنه قد يزيد من عدد الوفيات.
وتعاقدت مصر على 100 مليون جرعة من لقاحات فيروس كورونا، وهي بصدد استلام 8.6 مليون جرعة من لقاحات استرازينيكا ضمن 40 مليون جرعة يتم الحصول عليها من خلال التحالف الدولي للأمصال واللقاحات بجنيف (GAVI)، وسيتم استقبال باقي الجرعات على مدار العام الحالي.
في السياق، يرى الدكتور محمد عز العرب، المستشار الطبي للمركز المصري للحق في الدواء، أن التنوع في لقاحات كورونا أمر جيد لعبور هذه الازمة، خاصة أن شركة واحدة لإنتاج اللقاح لا يمكنها أن تكفي سكان العالم من أجل الوصول إلى مناعة القطيع والتي تقدر بتطعيم نسبة ٧٠% من سكان العالم أجمع.
أوضح عز العرب، لـ"الدستور"، أن كل اللقاحات ذات درجات فعالية مختلفة، لكنها تقضي الغرض منها في الوقاية والحد من انتشار كورونا، وحتى في حالة إصابة الشخص بكوفيد-19 لن تكون درجة إصابته وأعراضه بنفس الشدة والحدة التي تصيب من لم يتلق اللقاح؛ لأنه يساعد على التخفيف من هذه الأعراض بالشكل الذي لن تصل بالمريض إلى الدخول في حالات حرجة تستلزم رعاية مركزة أو أجهزة تنفس صناعي.
وأكد أن وزارة الصحة تسير بخطى جيدة في الحصول على لقاحات كورونا حيث تعتمد على آليات كثيرة في الحصول على اللقاحات منها تنوع مصادرها من الشركات الأخرى المصنعة، وكذلك دور شركة فاكسيرا في تصنيع لقاح سينوفاك في مصر وهو ما سيغطي جزء كبير من احتياجاتنا للقاح الذي يمثل المصدر الأكبر الذي سيتم الاعتماد عليه في تطعيم المواطنين.
وإلى جانب استلام الجرعات المختلفة التي تعاقدت عليها مصر كان هناك مجال آخر لتصنيع لقاح كورونا سينوفاك الصيني داخل شركة فاكسيرا بعد حصولها على موافقة منظمة الصحة العالمية.
وبالفعل هناك سعي لافتتاح المصانع الجديدة خلال الشهور القادمة، لمضاعفة الطاقة الإنتاجية لتحقيق الاكتفاء للسوق المحلي والسعي للتصدير للدول الشقيقة بحيث تصبح مصر مركزًا إقليميًا لتصنيع لقاح كورونا لدول الإقليم.
حيث تم الاتفاق لتحقيق التعاون الفني في هذا المجال الحيوي، عبر الاستفادة من اللقاح الذي طورته شركة سينوفاك الصينية، الرائدة في مجال البحث والتطوير والإنتاج والتسويق في مجال المستحضرات الصيدلانية الحيوية من أجل الوقاية من فيروس كورونا، وتبادل الخبرات لدعم إمكانات شركة فاكسيرا المختصة بتصنيع الأمصال واللقاحات في مصر بما يساهم في الحد من انتشار هذا الفيروس.