ذكريات إيمان خيري شلبي عن الألم.. «لم أكن بخير يا أبي»
رحلت الفنانة إيمان خيري شلبي، صباح اليوم، و كتب زوجها الكاتب الصحفي حاتم حافظ "إيمان راحت عند اللي خلقها صلاة الجنازة بعد صلاة الظهر في جامع فاطمة الشربتلي بالتجمع الخامس، والدفن بمدافن القوات المسلحة بمدينة نصر برجاء عدم ارتداء اللون الأسود".
و سبق رحيل إيمان خيري شلبي ما يقرب من عام عاشته تصارع قسوة ووجع الألم، كتبت إيمان عن ما عاشته تحت عنوان "ذكريات الغرفة الزجاج "، " في التاسعة صباحًا، وأثناء تحضيري لدخول غرفة التخدير قبل إجراء الجراحة الأخطر في حياتي وحياة من عرفتهم، أدخلوني محمولة على الـ “تروللي” لغرفة كبيرة مقسمة إلى أسرة تفصل بين كل منها ستارة، الغرفة مزدحمة بكثيرين أيضا بانتظار أدوارهم. أنا أكره الزحام، والأصوات العالية تشعرني بالتوتر والضيق.
وتابعت "أخيرا أتت طبيبة صغيرة السن ويبدو عليها الاستعجال، لتركب لي “كانيولا”، غرست السن في الوريد بقسوة لا تليق أبدا بملامحها الصغيرة، صدمني الألم وجفف ريقي حتى أنني لم أستطع الصراخ من المفاجأة. التفت إليها وأنا أنادي لكن دون جدوى، ذهبت مستعجلة وتركتني لا أعرف ماذا أفعل. تركتني في ذهول مَن تعرض للغدر لتوه".
وصفت إيمان رحلتها مع الألم وقسوته وافتراسه للوقت، واستعادته للأ حزان والحكايات القديمة ، تقول إيمان عبر ذكريات الغرفة الزجاج "أنا لست بخير.. وددت لو استطعت الصراخ في وجوهم.. أنا لست بخير، وأكملت “لم أكن بخير يا أبي وأنا أنظر لك مبتسمة بثياب المدرسة لأخبرك أن كل شيء على مايرام، اكتفيت طوال عمري بالإصغاء لحكاياتك. لم أملك الشجاعة يوما لأخبرك يا أبي أنني أيضا أملك بعض الحكايات حكايات ليست كلها سعيدة، لم أكن بخير أبدا وأنا أتقبل العزاء في رحيلك يا أبي، كان عليّ أن أبكي كثيرا ولكني خفت أن يراني أحد فيشعر كم أني ضعيفة، وقفت بقوة أتقبل عزائك ولم أتقبل فكرة أن تكون قد رحلت وتركتني بحكايات لن أحكيها أبدا".
وأضافت" عليّ الأن أن أكف عن البكاء وأتحلى بالشجاعة، ألا أصرخ وأن أتحمل مرور الوقت، لن تفهم ممرضة شابة أن امرأة في العناية المركزة تتخطى العقد الرابع استأصلوا منها ورما ومرارة وأجزاء من كبدها تبكي أباها بعد سنوات من رحليه".
رحلت إيمان خيري شلبي، صباح اليوم، تاركة ورائها 3 أعمال فنية فقط هم منجز ما قدمته في مشوارها الفني، وهم "القضاء في الإسلام"، و " الوتد"، و" الكومي".