إسحاق بنداري: إحجام الناشرين عن القصة والشعر والمسرح أبرز مشاكل الترجمة
سؤال الترجمة إلى العربية حول اشكالياتها وأزماتها يعد أحد أبرز الأسئلة العالقة في المشهد الثقافي العربي، وتأتي استعادته والتحريض على البحث عن إجابات ليس فقط لمجرد سد فراغ لحيز فضاء صحافتنا الثقافية، بل لكون السؤال ضرورة ملحة، والإجابة عليه تفتح آفاق أرحب لمواجهة إشكاليات وأزمات مسار عملية الترجمة إلى العربية.
يقول الكاتب الروائي والمترجم إسحاق بنداري لـ«الدستور» إن الحديث عن إشكاليات الترجمة يتمثل في عدة نقاط أولها يؤكد على أن الحديث عن الترجمة بأنها أصعب أشكال الكتابة على الإطلاق، المسألة تتجاوز مجرد إتقان لغة أجنبية إلى ما هو أبعد من ذلك، لأن المترجم عليه أن ينمي قدراته اللغوية سواء في اللغة الأجنبية أو لغته الأم، وعليه أن يتحلى برهافة إحساس عالية عند نقل المعاني.
وتابع البنداري لأن من الصعب تصور وجود تطابق لغوي تام بين لغتين, ولكن الأمر ينطوي على احترام الأمانة الأدبية للنص تمامًا, ثم صياغته بما يتلاءم مع أسلوب الكاتب سواء كان الكاتب يعتمد على البلاغة أو يستخدم الصياغات البسيطة, فلا يمكن للمترجم أن يغفل ذلك وتقديمه بأقرب صياغة مناسبة في لغته الأم.
ويلفت صاحب ترجمة "زوج مثالي " لأوسكار وايلد إلى أنه رغم الغزارة الواضحة في الإنتاج الترجمي حاليًا, وبالطبع هناك جهود تستحق الإشادة سواء لمترجمين كبار أو شباب في ترجمة الأعمال الكلاسيكية أو الحداثية, تظهر مشكلة أخرى في ظهور أعمال مترجمة ركيكة المستوى، لاهتمام بعض الناشرين بفكرة التوزيع دون التدقيق في المراجعة، فضلًا عن إحجام الكثير منهم عن نشر ترجمات لأجناس أدبية بعينها مثل القصة القصيرة والشعر والمسرح، على عكس إقبالهم على نشر الرواية والأعمال الفكرية.
ويختم بنداري بالإشارة إلى أن هناك إشكالية أخرى تتمثل في تفضيل ترجمة أعمال سقطت حقوق ملكيتها ولا يتطلب الأمر شراء حقوق نشر قد تكون مكلفة والنقطة الأهم هي مسألة أجور المترجمين لأنها في أفضل الأحوال أقل بكثير من حجم الجهد المبذول.