خيرى شلبى فى حب المخزنجى: أروع هدية قدمتها دار الفتى العربى
كتب خيري شلبي مقالًا في مجلة الهلال في حب محمد المخزنجي ومجموعته القصصة "الآتي" التي صدرت عن دار الفتى العربي: سأظل أفخر دائمًا بأنني كنت أول صوت ارتفع مهللًا بالفرح على صفحات جريدة الأهرام ابتهاجًا بمولد قاص غنائي شاعر اسمه محمد المخزنجي بمناسبة صدور أول مجموعة قصصية له بعنوان "الآتي".
علامة بارزة في اسلوب القص العربي
يذكر خيري شلبي أن مجموعة المخزنجي كانت علامة بارزة في أسلوب القص العربي الحديث، ومحطة في موقع استراتيجي خطير الشأن في سكة فن القصة القصيرة، وعلى رصيفها لافتة تقول لمَن يجيد الرؤية والقراءة إن المشوار الجبار الذي تقطعه القصة القصيرة المصرية قد كلل بالنجاح في إنجاب "بطن" جديدة من بطون القصة سوف تثري القبيلة القصصية بعلاقات جديدة ودماء جديدة وملامح جديدة تزيدها فتوة وتجذرًا في التربة المصرية الخصيبة.
فن الأقصوصة
يحكي خيري شلبي أن يحيى حقي جرب كتابة الأقصوصة المكثفة التي يتراوح طولها بين نصف صفحة وصفحة وصفحتين، وكانت قصصه فوق مستوى الواقع، ونفس التجربة خاضها يوسف إدريس حينما بث الحياة في الأقصوصة ولعل "نظرة" من مجموعة أرخص ليالي من الفرائد التي اغتنت بها القصة القصيرة في توجهاتها الواقعية الحداثية.
وحاول كل من يحيى الطاهر عبدالله وابراهيم أصلان كتابة فن الأقصوصة وحدثت بينهما مباريات على صفحات الجرائد، وقدما خلالها كثيرًا من النماذج الطيبة وإن كان كلاهما قد أحجم عن ضمها في كتاب.
أقصوصة المخزنجي
اقصوصة محمد المخزنجي جاءت شيئًا مختلفًا، عبقريًا ما في ذلك شك، لدرجة أن المخزنجي وهو شاب حديث السن آنذاك كان يشي بعقلية جماعية فنية، حيث لا تشعر مطلقًا أنه مجرد فرد يؤلف أقاصيص طريفة، إنما يداخلنا اليقين بأن العقلية الناضجة التي نحتت هذه الأقاصيص على هذا النحو من الدقة والإتقان والشمولية لا بد أن تكون عقلية أمة بأكملها، الواقع أن الله اختص بهذه الموهبة بعض أبنائه الموهوبين من أمثال فؤاد حداد وصلاح جاهين وبيرم التونسي وأحمد شوقي، حيث الواحد من هؤلاء قادر على تمثل العقلية الجماعية ومحاكاتها وامتلاك مفرداتها.