تقرير أمريكي يحذر: الحرب ضد تيجراي لها عواقب عالمية خطيرة
حذر موقع "ذا ترامبيت" الأمريكي، من أن الحرب في أقصى شمال إثيوبيا تتجه إلى العالم الأوسع وأصبحت لها "عواقب عالمية خطيرة" ؛ في ظل استمرار العنف والقتال وتمدده إلى المناطق المجاورة، وسط اتهامات للحكومة الإثيوبية بارتكاب مذابح وجرائم عنف جنسي وتعذيب ضد المدنيين من أتباع عرقية تيجراي.
وقال الموقع الأمريكي إن الحرب في إثيوبيا "خرجت عن السيطرة" وأصبحت لا تؤثر على البلاد فقط أو حتى القرن الإفريقي، ولكن العالم بأسره، مضيفًا أن صراع تيجراي "يستحوذ على اهتمام العالم أجمع".
وأشار إلى أن الأزمة بدأت كقضية محلية ولكنها الآن أصبحت تجتذب لاعبين أجانب من بقية أنحاء إفريقيا وخارجها، مع إصرار الحكومة الإثيوبية على المضي قدمًا في جرائم التطهير العرقي للتجيرايين.
عقوبات أمريكية بسبب الحرب في تيجراي
وأوضح أنه في القرن الإفريقي، تتدخل إريتريا في الحرب الأهلية الإثيوبية في تيجراي من خلال دعم الحكومة الإثيوبية وإرسال قواتها عبر الحدود للمشاركة في الحرب، لافتا إلى أن النظام الإريتري معروف باستبداده وقبضته الحديدية حتى أن منظمة "مراسلون بلا حدود" صنفت إريتريا في المرتبة الأخيرة في مؤشر حرية الصحافة العالمي لعام 2021.
وأشار إلى أن وزارة الخزانة الأمريكية كانت قد فرضت عقوبات على رئيس أركان الجيش الإريتري، الجنرال فيليبوس فولديوهانيس، وأدرجته على القائمة السوداء، متهما إياه وقواته بالمسؤولية عن ارتكاب "مذابح وأعمال عنف وتعذيب واعتداءات جنسية وإطلاق نار متعمد على المدنيين" في شوارع تيجراي، من بين انتهاكات أخرى لحقوق الإنسان.
وتابع أن تلك العقوبات أتت بالتزامن مع عبور أعداد كبيرة من القوات الإريترية، بالدبابات والمدفعية، الحدود إلى تيجراي، ما دفع كل من الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي إلى الإعراب عن مخاوفهما.
وذكر الموقع أنه من جهة أخرى، أدى صراع تيجراي أيضا إلى تدهور العلاقات مع الولايات المتحدة، الشريك التقليدي لإثيوبيا، مشيرا إلى أن العقوبات الأمريكية بدأت تؤذي إثيوبيا بالفعل.
حرب شاملة
واستنكر الدعوات التي أطلقتها الحكومة الإثيوبية بحض جميع المواطنين المؤهلين للانضمام للجيش وحمل السلاح والمشاركة في الحرب في تيجراي في ظل استمرار الأزمة الإنسانية التي تهدد حياة ما يقرب من 400 ألف شخص.
وأدان استمرار الحكومة في عرقلة منظمات الإغاثة الدولية من الوصول إلى تيجراي، مما يترك مئات الآلاف في خطر مجاعة شديدة من صنع الإنسان، مضيفا أن الصراع أصبح ينظر إليه على أنه بمثابة حرب شاملة في البلاد.
وتابع "يبدو أن إثيوبيا على وشك التطهير العرقي، وكانت أسوأ حلقة من هذا القبيل تجسدت في الإبادة الجماعية التي حدثت في رواندا في التسعينيات. لكن إثيوبيا أكبر بكثير من رواندا. أي تطهير عرقي في إثيوبيا من شأنه أن يجذب انتباه العالم أكثر من رواندا".
تفاقم أزمة اللاجئين
ولفت إلى أن الصراع في إثيوبيا امتد أيضا إلى السودان التي تشترك في حدود صغيرة مع منطقة تيجراي، حيث دفع تدهور الوضع الإنساني في الإقليم المحاصر إلى تدفق اللاجئين على السودان هرباً من بشاعة وويلات الحرب.
وتابع أنه بحسب تقديرات هيئة إذاعة صوت أمريكا، ارتفع عدد اللاجئين من إثيوبيا إلى السودان حوالي 60.000 اعتبارًا من 28 يوليو الماضي.