طارق فهمي لـ«الدستور»: أمريكا خسرت مصداقيتها بعد 20 عاما من هجمات 11 سبتمبر
قال الدكتور طارق فهمي، أستاذ العلوم السياسية، إن الولايات المتحدة الأمريكية خسرت مصداقيتها أمام العالم وذلك بعد مرور عشرين عاما على هجمات 11 سبتمبر 2001 التي استهدفت الأراضي الأمريكية وشنها تنظيم القاعدة الإرهابي.
وأوضح "طارق فهمي" في تصريحات خاصة لـ"الدستور"، أن الولايات المتحدة وضعت عقيدة قتالية قائمة على التدخل في "منابع الخطر عبر العالم"، وبالتالي تم عسكرة السياسية الخارجية الأمريكية ما أدى إلى تكلفة باهظة بالنسبة للولايات المتحدة، مشيرا إلى أن هناك صراع داخل الكونجرس حول أولويات الولايات المتحدة وهم يتهمون الآن الرئيس جو بايدن بعدم فهمه ما يجب أن تفعله الولايات المتحدة خلال الأربع سنوات المقبلة، لأنها فقدت مصداقيتها في العالم، فسبق أن حاربت في العراق في ظل فشل أجهزة المخابرات الأمريكية واعترافهم بشن حرب خاسرة وأن العراق لم يكن لديه أسلحة دمار شامل، وتكرر الأمر بالهزيمة في أفغانستان أيضا.
واشنطن تفقد مصداقيتها
وأضاف أستاذ العلوم السياسية " الولايات المتحدة تتحدث عن الخيارات البديلة بعد خسارة مصداقيتها وحلفائها كما خسرت النموذج الأمريكي في الحكم القائم على التعددية، بجانب غضب الأمريكيون من سياسات إدارات ما بعد 11 سبتمبر التي شنت حروبا على حساب دافعي الضرائب الأمريكيين وفشلوا بعد عشرين عاما في إيجاد نظام حكم قائم في أفغانستان بخلاف ترك آلاف القطع من الأسلحة في الشوارع الأفغانية ما أسقط الهيبة الأمريكية، وكلفها آلاف المليارات من الدولارات".
وشدد "طارق فهمي"، على أن الذكرى العشرين لهجمات 11 سبتمبر 2001، تكتسب أهمية كبيرة نظرا لتزامنها مع الانسحاب الأمريكي من أفغانستان بعد عشرين عاما من التدخل، مشيرا إلى أنه يمكن النظر إلى الانسحاب الأمريكي من أفغانستان من عدة زوايا، فلدينا الفشل الأمريكي في التعامل مع الحالة الأفغانية وأيضا انفتاح الأمور أمام حركة طالبان بصورة كبيرة.
واعتبر الخبير الدولي أن أمريكا نجحت في عدم تكرار حادث شبيه بهجمات 11 سبتمبر 2001 طوال العشرين عاما الماضية، بالتالي حمت أمنها الداخلي لكنها اتبعت اجراءات أمنية صارمة جعلتها ضمن نادي الديكتاتوريات العالمي عبر قيامها بعمليات التجسس على مواطنيها حتى أصبح لديها 17 جهاز استخبارات سواء للعمل على الداخل أو الخارج، لكنها صدرت الإرهاب إلى الخارج عبر العالم، وهو ما أثار عمليات استفهام كبيرة.
فشل أمريكا في محاربة الإرهاب
وأوضح "طارق فهمي" أن الولايات المتحدة عقب هجمات 11 سبتمبر، اتبعت سياسة "من ليس معنا فهو ضدنا" الذي أطلقه الرئيس الأسبق جورج بوش وبالتالي العقيدة الأمريكية سارت على هذا الأمر، كما أثارت بعض القضايا المهمة منها مصير أسامة بن لادن زعيم تنظيم القاعدة الإرهابي الذي قالت واشنطن إنها قتلته وألقته في البحر، وبغض النظر عن حقيقة هذا الأمر لأنه ولد مظلومية لدى القاعدة رغم أنه لم يستهدف بقوة واشنطن بعد ذلك وتعايشت واشنطن مع خطره وكان هناك اتفاق ضمني على عدم المساس بالمصالح الكبرى للولايات المتحدة وحلفائها فلم يقم التنظيم سواء في فترة أسامة بن لادن أو أيمن الظواهري بعمليات قوية مثل 11 سبتمبر 2001 ضدهم.
وأضاف "أصبحت هناك أخطار أخرى من تنظيمات جديدة مثل داعش الإرهابي والذي تم القضاء عليه في 2018، لكن انتشر منه منه شظايا في الإقليم، واليوم بات لدينا تنظيم "داعش – خراسان"، الذي تواجهه الولايات المتحدة وهو من قام بهجوم مطار كابول وأدى لمقتل العشرات من بينهم جنود أمريكيين".
إخفاق الولايات المتحدة في أفغانستان
وتسائل "طارق فهمي"، عن كيف ستحارب أمريكا الإرهاب وكيف ستتعامل مع حركة طالبان؟ في ظل وجود علاقات أمنية استخباراتية مع الحركة، قادتها المخابرات الامريكية، في مفارقة غريبة اخفقت فيها واشنطن بطرح نظام سياسي حقيقي وتقوم الآن مع الصين وروسيا بتعويم الحركة باعتبارها تنظيما مقبولا لدى المجتمع الدولي الأمر الذي قد يشرعن التنظيمات الإرهابية والجماعات المسلحة الأخرى وقبولها في الحكم مثل حزب الله والحوثيين.
وشدد أستاذ العلوم السياسية على أن أمريكا لم تربح ولم تخسر بعد عشرين عاما في أفغانستان لكنها صدرت الإرهاب للعالم وخاضت حروبا عديدة دون مبرر، لذا الرئيس جو بايدن سيواجه كارثة في الحكم حيث هبطت شعبيته رغم أنه أنجز ما لم ينجزه أي رئيس أمريكي سابق وهو الخروج من أفغانستان لكنه أعطى نموذج للتنظيمات الإرهابية لتكرار ما فعلته حركة طالبان.