تداعيات 11 سبتمبر.. هل نجحت التدخلات العسكرية الأمريكية في القضاء على الإرهاب؟
١١ سبتمبر عام ٢٠٠١، تاريخ تغيرت معه خريطة العالم والحرب الموحدة لتتجه إلى الإرهاب، فعلى مدار ٢٠ عاما واصلت الولايات المتحدة حربها ضد الإرهاب، في خطوة وجدها الكثيرون غير مجدية، خصوصا بعد الانسحاب العشوائي من أفغانستان وسيطرة حركة طالبان على البلاد.
البداية من أفغانستان
بعد أقل من شهر من الهجمات، بدأت الولايات المتحدة سسلة الحرب على الإرهاب وبدأتها من أفغانستان مقر إقامة زعيم تنظيم القاعدة السابق أسامة بن لادن.
وأعلن الرئيس الأمريكي حينها جورج دبليو بوش، عملية غزو أفغانستان بدعم من تحالف دولي، للقضاء على تنظيم "القاعدة" وإلقاء القبض على بن لادن.
وبعد عشرين عاما من الوجود العسكري في أفغانستان، اختار الرئيس الأمريكي جو بايدن تاريخ الهجمات نفسه (11 سبتمبر) موعدا رمزيا للانسحاب الكامل.
وما أن بدأت القوات الأمريكية بالانسحاب، حتى بدأ تمدد حركة طالبان، التي سرعان ما سيطرت على مناطق واسعة من البلاد، إلى أن وصلت العاصمة كابول في 15 أغسطس.
ورغم الحرب الأمريكية الطويلة في أفغانستان، لم تتمكن الولايات المتحدة من معرفة مكان بن لادن إلا بعد مرور عشرة أعوام على الهجمات، حيث نجحت القوات الأمريكية في تحديد موقعه وقتله في باكستان المجاورة.
وبحسب هيئة الإذاعة البريطانية "بي بي سي"، سلط الانسحاب الأمريكي من أفغانستان الضوء على المهمة الامريكية للقضاء على الارهاب وهل نجحت سواء بملاحقة مسلحي القاعدة أو مقتل أسامة بن لادن، أو تجفيف أفغانستان من أي خلايا متطرفة.
فعلى الرغم من مقتل بن لادن إلا أن تنظيم القاعدة مازال موجودا بزعامة أيمن الظواهري ولكنه ليس نشط كما كان، الا ان الازمة تكمن في نمو وازدياد التنظيمات المتطرفة والتي تضاعفت أكثر من أربع مرات وأصبحت أكثر تمددا وخطرا.
غزو العراق
وبحجة الحرب على الإرهاب، غزت الولايات المتحدة الأمريكية العراق عام ٢٠٠٣، وقضت على حزب البعث، وأعدمت الرئيس العراقي صدام حسين، كما تم اغتيال أبو مصعب الزرقاوي القيادي الاردني في تنظيم القاعدة بالعراق، بعد ضربة جوية امريكية استهدفت معقله.
وبسبب الحرب الـمريكية الغادرة على العراق قتل ما يقدر بنحو 151,000 إلى 600,000 عراقي أو أكثر في السنوات الاربع الأولى من الاحتلال، وانتهت بالانسحاب عام ٢٠١١.
نجاح في مجابهة داعش بالعراق وسوريا
وضمن مخططها للقضاء على الارهاب، أرسلت الولايات المتحدة أسطول من الطائرات، لمواجهة تنظيم داعش في سوريا والعراق.
وبعد عدة أشهر من الحرب الطويلة، نجح التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة في القضاء على التنظيم في سوريا والعراق وهزمه في آخر معاقله بدير الزور في سوريا في مارس من عام ٢٠١٩.
تكاليف باهظة للحروب الأمريكية
فيما كشف موقع "يو اس ايه توداي" الأمريكي، عن تقرير لباحثين من جامعة "براون"، ان تكلفة الحرب في افغانستان على مدار ٢٠ عاما بلغت 2.3 تريليون دولار حتى الآن.
ولا يتضمن هذا الرقم الجسر الجوي الضخم الذي أجرته إدارة بايدن لإجلاء 123 ألف شخص من أفغانستان قبل انتهاء عملية مغادرة القوات العسكرية النهائية للبلاد.
ويقدر التقرير أن المبلغ الإجمالي للحرب بشكل عام وصل الى 5.8 تريليون دولار على الحرب في أفغانستان والصراعات الأخرى الناجمة عن هجمات 11 سبتمبر 2001، وشمل ذلك الإنفاق المباشر وغير المباشر على كل شيء، من المعدات العسكرية إلى الأمن الداخلي، إلى مكافآت تعويض عائلات القتلى من أفراد الخدمة الأمريكية.
وبلغت تكلفة مكافحة الإرهاب في الصومال ودول القرن الإفريقي نحو 355 مليار دولار.
كما وصلت تكلفة الرعاية الطبية المستمرة للمحاربين القدامى، فالاعتناء بهم كلف الدولة 456 مليار دولار حتى الآن، وسيكلف الولايات المتحدة 2.2 تريليون دولار حتى عام 2050.