«صُنع في أمريكا».. أشهر نظريات المؤامرة حول أحداث 11 سبتمبر
في يوم الثلاثاء الـ11 من سبتمبر عام 2001، شهدت أمريكا حدثا داميا وثقت جميع تفاصيله شاشات التليفزيون عندما ارتطمت طائرة أولى من طراز بيونغ 767 تحمل رقم الرحلة 11 لشركة أميركيان إيرلاينز، في تمام الساعة الثامنة و46 دقيقة صباحاً بالبرج الشمالي من مركز التجارة العالمي بسرعة 700 كم في الساعة.
فيما ارتطمت أخرى، من الطراز ذاته، في حدود الساعة التاسعة و3 دقائق بالبرج الجنوبي للمركز ذاته، بسرعة 870 كم في الساعة، وفيما بدأ المبنيان الضخمان في الانهيار، وارتطمت ثالثة لشركة طائرة يونايتد إيرلاينز، الرحلة 77، بمبنى البنتاجون بسرعة 530 كم في الساعة في حدود الساعة التاسعة و37 دقيقة، فيما تحطمت رابعة في حدود الساعة العاشرة و3 دقائق في منطقة أحراش في شانكسفيل بولاية بنسلفانيا.
فقد أجمع غالبية المؤرخين أن أحداث 11 سبتمبر، كانت نقطة انطلاق لتغيير شكل السياسة العالمية، موضحين أنه لم يكن من السهل تحليل المشهد الذي رأه العالم لدولة عظمى بحجم أمريكا، ولا تحديد كيف استطاعت عملية إرهابية بهذا الحجم أن يتم تنفيذها دون علم الاستخبارات الأمريكية، لذا بدأت نظريات المؤامرة والتفسيرات والتآويلات حول الهجوم تخرج من كل حدب وصوب.
وبدأت نظريات تشكك في الرواية الرسمية للأحداث التي تبنتها الاستخبارات الأمريكية، كون تنظيم القاعدة المسؤول الرسمي عن الحادث، استنادا إلى ما عده البعض "دلائل وبراهين تغاضت عنها سلطات التحقيق الأميركي، بل ولم تجب عن الأسئلة بشأنها بعد"، من بينها تجاهل التحذيرات بوجود خطر على مصالح حكومية أمريكية.
مؤامرة1: الموساد الاسرائيلي
عقب توعد الرئيس الأمريكي انذاك جورج دبليو بوش، بعقاب ومحاسبة منفذين العملية، أشار موقع "انفورميشن تايمز" الأمريكي بأصابع الاتهام إلى اليهود، وأعلن مسؤوليتهم عن الحادث.
واستند الموقع في نظريته إلى عدم ذهاب العاملين بمركز التجارة العالمي، والذين يبلغ عددهم 4 آلاف موظف، وذكر: "العاملين اليهود ببرجي مركز التجارة تلقوا تحذيرات بعدم الذهاب إلى العمل في ذلك اليوم الدامي".
وجاء في المقال “أن ثمة دليلاً على أن الهجمات ليست من فعل متطرفين إسلاميين، إنما من عمل جهاز المخابرات الإسرائيلي (الموساد)”.
مؤامرة 2: ليست بصنع غرباء!
وفي كتاب "الخدعة الرهيبة" للمؤلف الفرنسي الشهير تييري ميسان، أشار إلى أن الحادث لا يمكن أن يتم تنفيذه بهذه الدقة من إرهابيين غرباء، لافتا إلى أن الانفجارات تسببت بانهيار برجَي التجارة العالمية في نيويورك وبانهيار جزء من مبنى البنتاجون، معتبراً أنها ليست من صنع إرهابيين دخلاء، ويوجه اصابع الاتهام إلى الإدارة الأميركية نفسها التي اختلقت هذه الدسيسة لتغيير مجرى الأحداث.
فيما يعتقد ميسان بأن الحرب على أفغانستان تم التحضير لها مسبقاً وأتت أحداث 11 أيلول كذريعة لبدءها وأن "الحرب على الإرهاب" ما هي إلا حيلة لتقليص الحريات في الولايات المتحدة والدول الحليفة لها.
مؤامرة 3: حكومات أجنبية
فيما أسندت بعض النظريات الحادث إلى حكومات أجنبية، من بينها الحكومة الباكستانية واستخباراتها، وتتهم بقيامها بتمويل العملية.
فيما يشير البعض إلى تمويل روسيا للهجوم، ولاسيما في ظل الكشف عن اجتماع بين الاستخبارات الروسية وعدد من المسؤولين الامريكان في واشنطن قبل الحادث باسبوع.
نظرية تورط الولايات المتحدة
وفي كتاب "الحادي عشر من سبتمبر والإمبراطورية الأمريكية"، الصادر عام 2008، الذي شارك في تأليفه 11 كاتب، قال محررا الكتاب ديفيد راي غريفين، وبيتر ديل سكوت، "إن باحثين لا ينتمون إلى التيار السائد توصلوا إلى أدلة تفند الرواية الرسمية بشأن المسؤول النهائي عن تلك الهجمات، التي أصبحت بمثابة الأساس المنطقي وراء ما يقال إنها حرب عالمية على الإرهاب استهدفت حتى الآن كلا من أفغانستان والعراق، وكانت بمثابة المبرر وراء التدني المسرف في سقف حريات الأميركيين".
وبحسب الباحثين، "فإن اكتشاف زيف الرواية الرسمية بشأن أحداث 11 سبتمبر يصبح أمرا غاية في الأهمية"، مشيرين إلى أن "لجنة تحقيقات 11 سبتمبر لم يكن بين أعضائها أي شخص قادر على تقييم الأدلة عمليا، وإن أحدا لم يرَ حطام الطائرة التي قيل إنها ضربت مقر وزارة الدفاع ولا الدمار الذي يتوقع أن يحدثه هجومٌ جويٌّ".
ورأى ديل سكوت، وهو دبلوماسي سابق وأستاذ جامعي، "أن الشعب الأميركي وقع ضحية التضليل"، في حين ناقش غريفين "الروايات المتناقضة" كما وردت في الرواية الرسمية، قائلا إن "سلوك الجيش الأميركي يوم 11 سبتمبر يشير إلى تورط قادتنا العسكريين في الهجمات"، مضيفاً "أن انهيار برجي مركز التجارة والبناية رقم 7 كان مثالا على عملية هدم بالتفجير المتحكم به تمت بزرع متفجرات في جميع أرجاء المبنى".
في الكتاب ذاته، قال مورجان رينولدز، وهو أستاذ بجامعة تكساس وعضو سابق بإدارة الرئيس الأميركي جورج بوش، إن "أحداث سبتمبر كانت عملية زائفة وأكذوبة كبيرة لها علاقة بمشروع الحكومة الأميركية للهيمنة على العالم". وهو الأمر الذي تحدث عنه أيضاً أستاذ القانون ريتشارد فوولك، رئيس مؤسسة سلام العصر النووي، بقوله "إن إدارة بوش يحتمل أن تكون إما سمحت بحدوث هجمات الحادي عشر من سبتمبر، وإما تآمرت لتنفيذها لتسهيل ذلك المشروع"، وأضاف فوولك "أن هناك خوفا من مناقشة حقيقة ما حدث ذلك اليوم، حتى لا تكتشف أسرار يصفها بالسوداء. وهو ما استنكرته السلطات الأميركية معتبرة إياها بدعة ولا أساس لها من الصحة".
الرواية الرسمية
بحسب الرواية الرسمية الأمريكية، فإن 19 شخصا من عناصر تنظيم القاعدة نفذوا الهجمات، حيث شكل منفذو هذه العملية 4 مجموعات للتنفيذ، ضمّ كل منها شخصاً تلقى دروساً في معاهد الملاحة الجوية الأمريكية، ونفذوا الهجوم باختطاف طائرات مدنية تجارية، وتوجيهها لكي تصطدم بأهداف محددة.