جرعات قاتلة.. «الدستور» تحقق في إفراط تناول الشباب للأدوية المُسكنة
يتساهل كثيرون في تناول المسكنات باستمرار لتخفيف الألم، إلا إنها تترك آثار جانبية عديدة ولديها تأثيرات بالغة على الصحة العامة، وتصيب الشخص بأعراض آخرى أشد.
ولذلك لا تتوان وزارة الصحة كل فترة للتحذير من تناول المسكنات أو الإفراط بها، وكذلك نوعيات محددة منها بسبب تأثيراتها البالغة على الشباب وصحتهم وتركها آثار جانبية ربما لا تظهر إلا بعد سنوات.
واتساقًا مع ذلك، حذرت هيئة الدواء المصرية من الإفراط بتناول الأدوية المسكنة وأضرارها البالغة على الصحة مثل تدهور وظائف الكلى، وناشدت الهيئة المواطنين بتناول المسكنات وفقًا إلى الجرعات لأقصر فترة زمنية ممكنة.
وحذرت الهيئة من تناول المسكنات التي لا تعتمد على وصفة طبية لمدة أكثر من ١٠ ايام للألم أو لمدة ٣ ايام للحمى، مع ضرورة استشارة الطبيب أو الصيدلي في حالة استمرار الألم أو الحمى لفترات أطول.
وشدد على ضرورة استشارة الطبيب قبل تناول المسكنات من قبل المصابين بأمراض الكلى والأعمار التي تزيد عن ٦٥ عامًا، واللذين يتناولون الأدوية المخدرة للبول، ومرضى القلب وارتفاع ضغط الدم وأمراض الكبد.
وبالفعل هناك شباب كثيرون يستسهلون تناول المسكنات حتى تصل إلى حد الإفراط فيها، بمجرد الشعور بالألم يكون المكسن هو الحل الأول والسريع، بحسب الحكايات التي أفردتها «الدستور» في ذلك التقرير.
(نور.م) 28 عامًا، وإحدى الفتيات اللاتي اعتدن على استخدام مسكن «فولتارين» باستمرار بجانب مسكنات آخرى، فبمجرد الشعور بأي ألم كانت تتناول من قرص إلى ثلاثة، منذ أن كانت في الجامعة حتى تزوجت في منتصف العشرينات.
تقول: «مرّ ثلاث أعوام دون أن أنجب أطفال بعد زواجي بالرغم من أن أنا وزوجي لا يوجد ما يمنعنا من الإنجاب وفق حديث الأطباء، ولكن اكتشفت بعد عدة فحوصات أن السبب كان في تناول المسكنات بإفراط دائم».
وتناول نور للمسكنات في صغرها انشأ تكييسات عديدة على المبيضين، وفقًا للأطباء الذين أكدوا لها أن علاج تلك التكيسات سيأخذ وقت طويل، حتى يتم إزالة آثار المسكنات التي تناولتها طوال السنوات الكثيرة الماضية.
وتحذر دراسة أمريكية من جامعة بوسطن في العام 2020، من الاستخدام المفرط لبعض المسكنات (الآيبوبروفين)، وأشكالًا أخرى مما يعرف بمضادات الالتهاب "اللاستيرويدية"، الأمر الذي قد يؤدي لنزيف داخلي وأزمات قلبية.
وركزت الدراسة على مسكنات مثل الآيبوبروفين "موترين وأدفيل"، أو أنواع أخرى من العقاقير اللاستيرويدية مثل الأسبرين والنابروكسين، مثل دواء "أليف"، والسليكوكسيب "سيليبركس"، وميلوكسيكام "موبيك"، والدايكلوفناك "فولتارين".
ووجدت الدراسة أن نحو 15% من البالغين الذين يتعاطون تلك العقاقير، يتخطون أقصى جرعة يومية موصى بها, وأضاف: «قد يكون لهذه الأدوية آثار جانبية خطيرة تشمل حدوث نزيف بالجهاز الهضمي والأزمات القلبية، وكثيرًا ما يتم تناولها دون إشراف طبي».
لم يختلف الأمر مع (روان.ل)، التي كانت تتناول المسكنات بإفراط وتحديدًا مسكن "باي الكوفان"، ورغم شعورها بالإعياء مرات عديدة وضيق في التنفس إلا إنها لم تستطع الاستغناء عنها بسبب عدم قدرتها على تحمل أي آلام.
تقول: "بعد ثلاث أعوام من تناول المسكنات بشكل مفرط، شعرت بأن ضيق التنفس زاد، وكنت على وشك الإصابة بتليف في الكبد، لأنني كنت بمجرد الشعور بأي ألم حتى أن كان صداع خفيف كنت أتناول المسكن".
تختتم: "حتى في الأيام التي لم أشعر خلالها بألم كنت أتناول المسكنات ربما كنت أعتدت عليها أو أشعر بإنها تجعل جسدي أكثر راحة، لكن مع الوقت اكتشفت الآثار الجانبية البالغة التي يحدثها التناول المفرط للمسكنات".