بيبو بيبو
بـ أحس كدا، والله أعلى وأعلم، إنه مفيش تقدير كفاية لـ مشوار كابتن محمود الخطيب في أفريقيا مع النادي الأهلي. مش بـ ألاقي حد كتير مقدر المعجزات اللي عملها، فـ خليني هنا أحاول أنقل جزء صغير، من فكرتي عن هذا الطريق.
بيبو بدأ يلعب سنة 1972، مكانش فيه وقتها أفريقيا في قاموس النادي الأهلي، لـ أسباب لا مجال لـ شرحها هنا، بدأنا نشارك سنة 1976 وكانت المشاركة عن غير اقتناع بـ البطولات دي.
أول فريق هـ نقابله كان المولودية الجزايري، اللي كان وقتها من أقوى أندية القارة، الماتش الأول هناك، ورحنا بـ دون أغلب لاعبي الفريق الأساسي، لـ إنه مش مهم، فـ اتغلبنا 3/صفر. لعبنا العودة بـ التيم الكامل، وكسبنا 1/صفر بـ جون الخطيب، وطبعًا ما كانش كفاية.
النسخة التالية لاعبنا فريق صومالي، تجاوزناه. فريق ليبي، تجاوزناه. ودول كان أشقاء عرب في النهاية. أول فريق أفريقي فعلًا نقابله، كان هارتس أوف أوك الغاني، في ربع النهائي.
كسبنا هنا 1/صفر، ثم هناك عرفنا يعني إيه تلعب في أفريقيا. بص، أي حاجة هـ أحكيها هـ تعتبرني بـ أبالغ، أنا نفسي مش مصدق إنه هذا الكلام كان بـ يحصل، كل اللي أقدر أقوله إنه بعد ماتش العودة دا، اللي اتغلبنا فيه طبعًا، قرر النادي الأهلي عدم المشاركة في البطولات دي مجددًا.
قعدنا مقاطعين 4 سنين، ثم عدنا في 1981، عدنا لـ أسباب سياسية واقتصادية، ودا برضه مش موضوعنا. المهم إننا عدنا بـ نية المنافسة والمكسب.
لـ ذلك، بـ أعتبر مشوار الخطيب مع الأهلي في أفريقيا، بدأ 1981، وهو اعتزل في نهاية نسخة 1987، من 81 لـ 87 سبع نسخ من بطولات أفريقيا، أحب أقول لـ حضرتك إننا كسبنا كل الفرق اللي واجهناها، كلها، ما عدا مرة واحدة فقط كانت من كوتوكو، أقوى فرق القارة وقتها (اللي غلب الزمالك خمسة) وكانت في النهائي.
اتعادلنا هنا صفر/صفر، واتغلبنا هناك 1/صفر، مع العلم إننا غلبنا هذا الكوتوكو مرتين غير المرة دي.
تاني، ربما المعلومة تكون مش واضحة، من 1981 لـ حد 1987، خاض الأهلي 33 مواجهة أفريقية، في سبع نسخ، كلها بـ نظام الذهاب والإياب، كسبنا 32، وخسرنا واحدة في النهائي. هو مش نادي القرن من شوية.
نيجي بقى لـ الخطيب، لما ابتدا المشوار 1981، كان بيبو وقتها بـ يلعب بـ ربع قدراته بتاعة السبعينات، بـ أقول الربع وأنا متفائل، لـ إنه وقتها ما كانش القانون بـ يحمي اللاعبين زي دلوقتي.
النهارده لو الفاول خشن شوية اللاعب بـ يتعاقب بـ الطرد، في السبعينات والتمانينات، كان الحكم لازم يشوف اللاعب اتكسر، عشان يدي كارت أصفر لـ اللي كسره، أصفر مش أحمر. وكان المنتخب بـ يلعب في أفريقيا، وكانوا خشنين بـ صورة مش معقولة، كل ما نلاعبهم، يرجع بـ إصابة خطيرة.
طبيًا كانت الأمور متخلفة جدا، فـ مكانتش الإصابات بـ تتعالج على نحو سليم، فـ هو بـ العافية كان بـ يلعب، وكان بـ يتحقن بـ مواد مضرة، عشان بس يعرف يلعب الماتش، كنا بـ نلصمه.
أفتكر مثلًا ماتش إينوجو رينجرز في سيمي فاينال 1982، كنا مغلوبين هناك 1/صفر، وهو ما لعبش الماتش عشان كان عامل عملية من إصابة في ماتش مصر وزامبيا.
العملية كانت في عظام الوجه، فـ اللي هو هـ نلعب إزاي ماتش العودة من غير محمود الخطيب؟ فـ ادوله بقى حاجات مع تعليمات مشددة إنه ما يلعبش الكورة بـ راسه تحت أي ظرف، وطبعًا مش هـ يلعب الماتش كامل، هو شوط واحد بـ الكتير.
كان حارس مرمى الفريق بتاعهم اسمه أوكالا، الحارس الأساسي لـ منتخب نيجيريا. يوميها، بدأنا بـ الخطيب، جاب جونين (واحد منهم بـ الهيد) وخرج طبعًا بعدها.
مرة تانية كنا بـ نلاعب نزامبي بطل الجابون، وكانت خطتهم تعتمد على ضرب الخطيب، في أي حتة في جسمه، أي حتة في الملعب، فـ الأهلي قرر إنه الخطيب يلبس نمرة 12 مش 10، ومحمد عامر هو اللي يلبس عشرة، يومها. عامر كل ضرب، ما كلوش حرامي جزم في جامع، بس الخطيب سجل هدفين.
حكايات كتير على هذا المنوال، فـ ماذا فعل هذا الرجل الذي نلصمه تلصيمًا؟
سجل 37 هدف، وهو الرقم الصامد حتى الآن، رغم مرور 35 سنة على اعتزاله. اللي قرب منه بس هو أبو تريكة، بقى 32 هدف، وأصبح أسطورة.
لو حضرتك مش متخيل رقم الخطيب دا رهيب وخزعبلي، خلينا نقول، إنه مش بس كان في عدد قليل من النسخ، إنما كمان النسخة نفسها كان عدد ماتشاتها قليل، إنت بـ تلعب 10 ماتشات شاكب راكب، مش زي دلوقتي، ممكن توصل لـ 15 ماتش، يعني مرة ونص قد النسخة القديمة.
زائد ما كانش فيه وقتها إنك تلاعب فرق ضعيفة في الأدوار التمهيدية، ما كانش فيه اطلع بره ورينا سيمنتو ومونانا، والأندية اللي بـ تكسبها ستة وتسعة دي.
زائد إنه في ذلك الزمان البعيد، إنت اعتمادك كله على ماتش القاهرة، هو اللي تخلص فيه، لـ إنك هناك لو عرفت تتعادل، أو حتى تتغلب بـ فارق هدف، فـ إنت كدا تمام التمام، وإحنا ساعتها ما كناش بـ نلعب في تونس والجزاير والمغرب إلا نادرًا.
قابلنا بطل تونس مرة واحدة غلبناه هناك، بطل المغرب مرة واحدة، غلبناه هناك، إنما بقى نيجيريا وغانا وكوت ديفوار، وزامبيا والجابون، وكينيا وتنزانيا وأوغندا، فـ إنت هناك معاك ربنا.
عشان توضح الصورة أكتر، فـ الخطيب مسجل في تلك الفترة تلاتة هاتريك وست ثنائيات، وعشان بس الكلام بتاع أبطال الدوري وأبطال الكاس، ورغم إنهم بطولتين متساويين، أحب أقول لـ حضرتك إنه الخطيب مسجل الست ثنائيات كلهم في أبطال الدوري، والتلاتة هاتريك منهم اتنين في أبطال الدوري، والـ 37 هدف، منهم 28 في أبطال الدوري.
برضه نشوف معلومة تانية، ممكن تكون مفيدة في رسم الصورة، وقت اعتزال الخطيب كان هو هداف النادي في أفريقيا، بـ 37 هدف، اللي بعده في قائمة الهدافين، يبقى كام هدف؟
30؟ لأ انزل شوية، 20؟ انزل كمان، 15؟ لأ، اللي بعده كان 10 أهداف، وبـ المناسبة كان مجدي عبدالغني ومعاه علاء ميهوب.
ييجي واحد مثلًا يقول لك: أصل حسام حسن لما كان بـ يلعب، كنا مقاطعين أفريقيا، طيب: الخطيب شارك في 9 نسخ أفريقية، وحسام حسن شارك مع الأهلي، في 9 نسخ أفريقية برضه.
ييجي واحد يقول لك: أصل أبو تريكة جه الأهلي متأخر، أبو تريكة شارك برضه في 9 نسخ أفريقية، بل يضاف ليهم كمان الكونفيدرالية 2009 والسوبر.
ييجي واحد يقول لك: أصل البطولات زمان كانت سهلة، دا ترد عليه بـ كلمة واحدة: ولا بلاش عشان عيب.