«اهتم بابنتي الوحيدة في مرضها».. علاقة محمود الشريف بـ«عبد الوهاب»
تحل غدا ذكرى ميلاد الملحن الكبير محمود الشريف صاحب روائع "رمضان جانا، ويا سيدي أمرك"، وغيرها، وقبل وفاته كان الفنان الكبير قد أصيب بروماتيزم حاد في أربطة قدمه، وظل ملازما لبيته لمدة ثلاث سنوات حتى أن الجميع اعتقد أنه اعتزل التلحين والفن.
وفي حوار أجراه معه صلاح درويش في جريدة الجمهورية قال الملحن الكبير محمود الشريف:" أنا لست منطويا أو مكتئبًا وإنما في منتهى السعادة، يكفيني أن الفنان الكبير ذا القلب الكبير محمد عبد الوهاب يسأل عني باستمرار ويزورني من وقت لآخر سيد مكاوي، ومحمود لطفي المحامي والمستشار القانوني لجمعية المؤلفين والملحنين، وقد تولى عبد الوهاب عني عناء التوصية والاهتمام بابنتي الوحيدة إكرام في مرضها".
- شائعة اعتزاله التلحين
وعن شائعة اعتزاله التلحين قال الشريف:" اعتزلت الاحتراف فقط ولكن لا يزال عودي في حضني، أمارس عليه العمل الفني الذي سأختار له في المستقبل الصوت المناسب، رغم أن كل الأصوات الموجودة حاليا تقلد عبد الحليم حافظ الذي لا يزال مسيطرا على الساحة، وأعلى صوتا ومجدا من الجميع حتى الآن".
وأكمل:" اعتزلت الاحتراف لأن جو الغناء اليوم متغير وغير ملائم، والملحن الصادق مع نفسه هو الذي لا يقدم عملا إلا إذا كان سيضيف جديدا إلى مسيرته الفنية".
ومحمود الشريف موسيقي مصري ولد بالإسكندرية في 20 أبريل 1912، أحب الموسيقى منذ طفولته ودرس بالإسكندرية وظل بها حتى عام 193، وتأثر بأخيه الأكبر الذي كان موسيقيا بأوركسترا القوات البحرية المصرية.
عام 1927 بدأ بالغناء كمطرب هاو ثم بدأ فى تلحين بعض الأغاني لنفسه، وفي عام 1932 بدأ يتردد على مسارح القاهرة للعمل بها، وفي عام 1938 وقد ضاقت الإسكندرية بفنه وطموحاته صارح صديقه الفنان السكندرى محمد عفيفي الذى بدأ يسجل ألحانه لإذاعة القاهرة برغبته فى الاستقرار نهائيا بالعاصمة ، واتفق الاثنان على ترك الإسكندرية، لكن محمد عفيفى لم يستطع إقناع والدته وهو عائلها الوحيد بالسفر معه، وفي عام 1939 ومع بداية الحرب العالمية ضربت الإسكندرية بالطائرات ، وهجرها أهلها إلى المدن المجاورة.
- إعجاب محمد عبد الوهاب به
أعجب به محمد عبد الوهاب حين سمع لحنه لعبد المطلب بتسألينى باحبك ليه، وبدأت بينهما صداقة منذ ذلك الوقت ، وقدمته هذه الأغنية إلى الجمهور ثم أصبح واحدا من أشهر الملحنين فى مصر
عام 1946 أعلن زواج محمود الشريف بأم كلثوم ، وأزعج هذا النبأ الكثيرين ممن داروا فى فلك أم كلثوم ، فلم يستمر إلا أياما معدودة وانتهى بفرمان ملكى فصل بينهما بأمر من الملك فاروق الأول، وكانت علاقته بها قد بدأت عندما تم اختيارها نقيبة للموسيقيين وكان فى ذلك الوقت سكرتير عام النقابة.
تم تكريم "الشريف" من قبل الدولة فى مصر فى أكثر من مناسبة ، كانت المرة الأولى فى عهد الرئيس جمال عبد الناصر ثم فى عهد الرئيس أنور السادات ، وفى عام 1989 نال جائزة الدولة التقديرية، وتوفى فى 29 يوليو عام 1990 عن 78 عاما ، تاركا رصيدا فنيا هائلا.