الساعات الأخيرة في كابول.. واشنطن تجلي رعاياها والغرب يبحث الخطوات المقبلة
تستمر واشنطن في عمليات الإجلاء حتى تنتهي منها في الموعد المقرر غدا الثلاثاء (31 أغسطس)، رغم التهديدات المحيطة بقواتها في مطار كابول، وسط انخراطها في ذات الوقت في اجتماعات متواصلة مع الشركاء الغربيين والمنظمات الدولية بشأن الأوضاع في أفغانستان.
وترصد “الدستور” في التقرير التالي الساعات الأخيرة للولايات المتحدة في أفغانستان وإنهاء التواجد الأمريكي الذي دام 20 عاما، بالإضافة إلى المباحثات الأممية والدولية الجارية حول الخطوات المقبلة تجاه الملف:
اجتماعات أممية ودولية
تعقد الأمم المتحدة، اليوم الاثنين، جلستها الطارئة بشأن أفغانستان، والتي تبحث فيها دعوات لتدشين منطقة آمنة تحت سلطتها.
ويأتي اقتراح المنطقة الآمنة بهدف استمرار العمليات الإنسانية، حيث قال الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون إن "فرنسا وبريطانيا ستقدمان مشروع قانون في جلسة طارئة للأمم المتحدة بشأن أفغانستان، يقترح إقامة منطقة آمنة في كابول للأشخاص الراغبين في مغادرة البلاد"، حسبما أفادت وكالة فرانس برس.
ويجتمع أيضا اليوم الإثنين وزراء خارجية واشنطن والدول الغربية افتراضيا لبحث الخطوات المقبلة في أفغانستان، حسبما أعلنت وزارة الخارجية الأمريكية.
وتتزامن دعوة واشنطن لهذا الاجتماع مع الحلفاء الرئيسيين مع تكثيف عمليات الإجلاء الأمريكية في مطار كابول قبل الموعد المحدد غدا الثلاثاء، لإنهاء التواجد الأمريكي في أفغانستان الذي دام 20 عاماً من الحرب.
ويشارك في اجتماع وزراء خارجية الغرب ممثلون عن فرنسا، وكندا، وألمانيا، وإيطاليا، واليابان، والمملكة المتحدة، وقطر، والاتحاد الأوروبي، وحلف شمال الأطلسي "الناتو".
استمرار عمليات الإجلاء الأمريكية
ورغم وقوع هجمات بالصواريخ وإعلان واشنطن أن الدفاعات الجوية الأمريكية استطاعت اعتراض 5 صواريخ اليوم الإثنين، إلا أن الولايات المتحدة شددت على ضرورة استمرار عمليات الإجلاء دون انقطاع من مطار كابول لاستكمال انسحابها بحلول 31 أغسطس، وفقا لوكالة رويترز.
وأفادت المتحدثة باسم البيت الأبيض جين ساكي اليوم، أن الرئيس الأمريكي جو بايدن أبلغ بأن العمليات تتواصل دون انقطاع في مطار حامد كرزاي، مجددا تعليماته للمسؤولين لمضاعفة الجهود للقيام بكل ما يلزم لحماية القوات على الأرض.
وأعلنت نحو 100 دولة تلقيها ضمانات من حركة طالبان بالسماح لجميع الأجانب والأفغان، الذين يحملون تأشيرات بمغادرة أفغانستان، ضمن تفاهم يسري إلى ما بعد الانسحاب الأمريكي من البلاد.
وأكدت هذه الدول في إعلان مشترك، الاستمرار في إصدار وثائق تتيح السفر لبعض الأفغان إلى كافة الدول.
يأتي هذا فيما قال مستشار الأمن القومي الأمريكي جيك سوليفان إنه تم التواصل مع حركة طالبان التي أكدت أنها ستسمح بممر آمن للخروج من كابول.
وأضاف سوليفان أن واشنطن تدرس شن هجمات وعمليات عسكرية ضد تنظيم داعش في أفغانستان.
وأوضح أن واشنطن قادرة على التصدي للإرهاب من دون وجود دائم على الأرض في أفغانستان، مؤكدا أن الجماعات الإرهابية الموجودة هناك لا تملك القدرات للتخطيط لهجمات خارجية.
تقديم مساعدات للاجئين الأفغان
وفي سياق متصل، أعلن منسق السياسة الخارجية للاتحاد الأوروبي، جوزيب بوريل، اليوم، أن الدول الأوروبية ستقدم مساعدات من أجل اللاجئين الأفغان.
جاء ذلك مع استمرار تدفق آلاف الأفغان، سواء عبر الحدود أو المطار في العاصمة الأفغانية كابول، حسبما أفادت صحيفة كوريري ديلا سيرا الايطالية.
وأوضح بوريل في مقابلة مع الصحيفة الإيطالية أن الاتحاد "سيقدم مساعدات مالية للدول المجاورة لأفغانستان لاستضافة اللاجئين، كما سيزيد التعاون مع تلك الدول لحل بعض القضايا المتصلة بهذا الملف."
كما أشار إلى أن الدول الاوروبية "تعمل على زيادة مساعداتها الإنسانية من 50 إلى 200 مليون يورو من أجل تلبية الاحتياجات العاجلة".
وأضاف أن الاتحاد يدرس "إنشاء قوة تدخل أوروبية دائمة" تستطيع التحرك بسرعة في حالات الطوارئ، مثل الوضع في أفغانستان عقب انسحاب القوات الأميركية. وقال: "يجب أن يكون الاتحاد قادرا على التدخل لحماية مصالحه عندما لا يرغب الأمريكيون في المشاركة".
كما تابع قائلا "يجب أن تتكون قوة التدخل الأولى من خمسة آلاف جندي يمكن تعبئتهم في وقت قصير"، مضيفا "يجب أن نكون قادرين على التحرك بسرعة".
تأتي تلك المبادرة الأوروبية، مع ارتفاع التحذيرات الأممية من أعداد اللاجئين الأفغان عبر الحدود.