حكايات ملهاش أى لزمة
تشرشل، رئيس وزراء بريطانيا أيام الحرب العالمية التانية، كتب في مذكراته إنه كان رايح يعمل حوار في الـ بي بي سي، فـ ركب تاكسي، ولما وصل مقر المحطة، طلب من السواق إنه يستناه ساعتين، ثم يوصله مشاوير تانية.
السواق اعتذر، وقال له: آسف والله، لازم أروح عشان أسمع تشرشل هـ يقول إيه، لـ إنه وقتها مكانش فيه راديو في التاكسي، أو هكذا يبدو، مش متأكد.
المهم، تشرشل بـ يحكي إنه فرح جدا لـ اهتمام السواق البسيط، وسأله، قد كدا كلام رئيس الوزرا مهم بـ النسبة لك؟
السواق قال: طبعًا، وقعد يقول كلام يوضح أهمية رئيس الوزرا وتصريحاته، وإزاي إنه مش بـ يفوت له أي حوار أو تصريح، وإنه وإنه وإنه، فـ تشرشل طلع ورقة بـ عشرة جنيه استرليني، دول وقتها كانوا حاجة كبيرة أوي، قول بـ مقام ألف جنيه النهاردا، واداها لـ السواق، اللي شاف البريزة فـ فرح.
من فرحة السواق قال لـ الزبون: تشرشل (شتيمة أبيحة) هـ يقول إيه يعني مهم؟ ما كلامه كله متعاد ومتكرر، أنا قاعد مستنيك هنا لـ الصبح.
إيه اللي فهمته أنا من القصة دي:
أولا، إن رئيس الوزرا في بريطانيا بـ يركب تاكسي، وهو رايح يقول تصريحات مهمة في الراديو.
ثانيا، إن سواق التاكسي ميعرفش شكل أشهر رئيس وزرا في وقت حرب عالمية.
ثالثا، تشرشل ميستحقش جايزة نوبل في الأدب، اللي فاز بيها فعلا، وناس كتير اعترضت على اعتبار إنه راجل سياسة مش أديب.
أنا بـ أضم صوتي لـ الناس دول، لـ إنه زي ما حضرتك شايف كدا، الراجل بـ يألف قصص ساذجة، ساذجة أوي، أوي يعني الصراحة.
يالا، هـ يروحوا من ربنا فين.
نروح بقى لـ ستالين، اللي يقال، والعهدة ع الراوي، إنه كان عنده ابن اسمه ياكوف، الواد وابوه مكنوش طايقين بعض، وستالين أكيد مكفر الواد في عيشته، ل درجة إنه قرر ينتحر (الواد اللي ينتحر مش الأب).
الشاب ضرب النار على نفسه، بس ما ماتش، ستالين لما عرف اللي حصل كان رده: ابن الجزمة، حتى مش بـ يعرف ينشن، مش ممكن الواد دا يكون فيه بيني وبينه أي صلة، ولا هـ يكون.
بـ يقولوا برضه عن ستالين إن لينين لما مات، كان له أرملة لها وضعها في الحزب الشيوعي، كلنا عارفين إن ستالين مكنش عنده يا امه ارحميني، اللي يختلف معاه، كان أقل حاجة عنده الإعدام.
جت مرة أرملة لينين كان ليها رأي مخالف لـ رأيه، في قضية ما، راح هو زعل وغضب وراح لها وهددها، إنها لو مبطلتش تخالفه هـ يعزلها ويعين أرملة غيرها لـ لينين.
أما أعظم مواقف الزعيم السوفيتي، لما جه مرة كاتب نتع عنه مقال، جاء فيه إنه "الرفيق" (أي ستالين) هو الشمس، وقعد يشرح ليه هو زي الشمس، إنه يبهر ويضيء ويدفئ ويبدد الظلام وإلخ إلخ إلخ.
لما ستالين قرا المقال معجبوش، ومقالش ليه، هو بس عبّر عن عدم إعجابه بـ ملامح وشه، ولما سرى الأمر إنه معجبوش، راح كاتب تاني، نتع مقال تاني، وقال فيه: لم يعجبني تشبيه الرفيق بالشمس، لأن هذه الشمس، ليس عندها حكمة.