«صور وثائقية ومخطوطات نادرة» في جناح الأزهر بمعرض مكتبة الإسكندرية
يحرص الأزهر الشريف، على التواجد بالمعارض المختلفة، ومن بينها معرض مكتبة الإسكندرية للكتاب، الذي تواجد بين جنباته جناح الأزهر الشريف، والذي تميز بأركانه المتعددة، من الورش الفنية، واللوحات المتميزة، ومخطوطات مكتبة الأزهر.
ورصدت «الدستور» خلال جولتها بجناح الأزهر الشريف، مقتنيات مكتبة الأزهر بركن المخطوطات، في معرض مكتبة الإسكندرية للكتاب هذا العام، والذي ضم صورًا وثائقية تعبر عن القومية المصرية، ومخطوطات نادرة ترجع تاريخها للقرن الرابع الهجرى.
وقال مصطفى أكرم، أخصائي ترميم مخطوطات بمكتبة الأزهر، والمسؤول عن ركن المخطوطات بجناح الأزهر الشريف بمعرض مكتبة الإسكندرية للكتاب، إن هذا العام تم الاعتماد الأكبر على عرض مجموعة من الصور الوثائقية الموجودة بالمكتبة عن شيوخ الأزهر، ودورهم في القومية المصرية بشكل خاص لتدعيم روح القومية، وإبراز دور الأزهر وكيف كان بجانب الدولة في فترات كثيرة، ومنها الحروب سواء في حرب 56، أو 67، وحرب أكتوبر المجيدة عام 73، والتي كان لشيوخ الأزهر دور واضح بها.
دور الأزهر في القومية
وأضاف لـ«الدستور» أن بعض الصور تظهر مشاركة الأزهر الشريف في القومية العربية أيضًا، من خلال بعض الصور لشيوخ الأزهر، مع الرئيس اليمني والرئيس العراقي، ومنها عدة صور لشخصية المعرض الشيخ عبد الحليم محمود شيخ الأزهر الأسبق، حيث أن المعرض هذا العام يتحدث عن القومية، وتجديد الخطاب الديني؛ الذي يتبناه الأزهر الشريف والدولة المصرية.
مخطوطات نادرة
وأوضح أن هناك جانب آخر بجانب الصور الوثائقية، وهو نماذج من المخطوطات النادرة، والمستنسخات، في الصلاة، والتوحيد، والآلهيات، ومن بينها مصحف من أندر المصاحف، والذي كتب كله في 19 ورقة فقط، ورسمه أحد الفنانين يدعى على لطفي في عام 1313، فضلاً عن مخطوطة متنوعة، منها عجائب المخلوقات، وغرائب الموجودات، والتي كتبها زكريا بن محمد القزويني والتي تحدثت عن علم الفلك والجغرافيا والجيولوجيا.
51 ألف مخطوطة بمكتبة الأزهر
وأشار إلى أن مكتبة الأزهر، تضم 51 ألف مخطوطة، وهو عدد كبير، وهو ما يعطينا عدد أكبر في نوادر المخطوطات وقيمتها، حيث نجدد في كل معرض المعروضات من المخطوطات، مشيرًا إلى أن الأزهر الشريف ليس مؤسسة دينية فقط، بل مؤسسة ثقافية ايضًا، حيث يوجد لدينا مخطوطات في جميع العلوم، منها مخطوطات في الموسيقى والأدب، والفن والطب والهندسة، والفلك والجغرافيا.
وأوضح أن الصور والمخطوطات التي يتم عرضها بالمعارض تكون بنفس الشكل من النسخة الأصلية، وهو دور إدارة الترميم في الحفاظ على التراث الموجود بالمكتبة، لأن المخطوطات الموجودة بمكتبة الأزهر ترجع لبداية إنشاء المسجد الأزهر منذ العصر الفاطمي، وتوارثناها خلال الأجيال المختلفة، حتى تم إنشاء مكتبة منفصلة عام 1992م، في الدراسة، مشيرا إلى أنه مع بداية العام المقبل سوف ينضم للأزهر مكتبة جديدة والتي أنشأت وصممت بشكل خاص على أحدث الطرق العلمية، في مجال المكتبات.
ولفت إلى أن مكتبة الأزهر تضم مخطوطات لا يوجد منها في أي مكان آخر حيث، أن مكتبة الأزهر ثاني جهة في مصر تمتلك عدد كبير من المخطوطات، بعد دار الكتب التي تمتلك 54 ألف مخطوطة، مشيرًا إلى أنه لا يوجد جهة في الشرق الأوسط بل في العالم كله لديها هذا العدد من المخطوطات.
مخطوطات ترجع للقرن الرابع الهجري
وتابع أن الأزهر يضم كم هائل من التراث، نتوارثها، ونتعلم منها، حيث هناك مخطوطات ترجع لبداية القرن الرابع الهجري، ومخطوطات كتبت على جلد الحيوانات، واخري على الأوراق المختلفة، بألوان مختلفة وخطوط مختلفة، وهنا نجد أن المعارض مهم جدا للمعارض لإظهار تراث مكتبة الأزهر، مع الإستعانة بالترميم والرقمنة للحفاظ على التراث الذي توارثناه منذ مئات السنين.
الأزهر يشمل جميع العلوم
وأكد أنه لا بدّ إيصال وفهم أن الأزهر مؤسسة دينية عريقة، ولكنه ليس خاص بالأمور الدينية فقط، حيث يضم جميع العلوم المختلفة التي تفردوا فيها شيوخ الأزهر الشريف، والأزهر دائما كان في المقدمة، فهو أول مؤسسة تعليمية خرجت علماء في جميع المجالات، فضلا عن الدور القومي، بداية من التتار ودور الأزهر الذي كان مأوي للكثير من مواطني الدول العربية أثناء الهجوم التتاري، وخلال الحملة الفرنسية، ثورة القاهرة الأولي كانت من المسجد الأزهر، وثورة القاهرة الثانية كان سليمان الحلبي طالب بالأزهر.
وأشار إلى أن الجميع يجب أن يعي قيمة الأزهر الشريف، وهو ما نعمل على إيصاله من خلال المعارض المختلفة ومنها معرض مكتبة الإسكندرية، بالإضافة إلى المؤتمرات والندوات، والاهتمام بالنشئ وكيف يمكن أن نوفر له أنشطة مختلفة يشارك فيها، فضلًا عن الدور الكبير الذي يلعبه الدكتور الإمام أحمد الطيب شيخ الأزهر.