اضطراب القلق المعمم الأعراض والتشخيص والعلاج
«أنا قلقان على طول والقلق ده معطل حياتى وبدأت أدخل فى انهيار»، كثيرًا ما نسمع تلك الجملة من المرضى فى العيادات أو من الأشخاص فى الحياة العامة ولا يعرفون أنهم مرضى، لذلك لا بد أن نوضح لهم ما هو «اضطراب القلق العام».
من الطبيعى أن تشعر بالقلق من حين لآخر، خاصة إذا كانت حياتك مرهقة. ومع ذلك، قد يكون القلق المستمر المفرط والارتباك الذى يصعب السيطرة عليه والتعارض مع الأنشطة اليومية علامات على اضطراب القلق المعمم.
ويمكن الإصابة باضطراب القلق المعمم فى أثناء الطفولة أو الرشد، ولذلك الاضطراب أعراض تشبه اضطراب الذعر واضطراب الوسواس القهرى وأنواع أخرى من القلق، ولكن تعد جميعها حالات مختلفة.
ويتراوح انتشار اضطرابات القلق فى جميع أنحاء العالم بين ٢.٥٪ و٧٪ حسب البلد، وعانى نحو ٢٨٤ مليون شخص على مستوى العالم من اضطراب القلق فى عام ٢٠١٧، ما يجعله أكثر اضطرابات الصحة العقلية أو النمو العصبى انتشارًا، نحو ٦٣٪ بواقع ١٧٩ مليونًا من الإناث، مقابل ١٠٥ ملايين ذكر.
وتتباين الأعراض الخاصة باضطراب القلق المعمم وتشمل: الفزع أو القلق المستمر بخصوص عدد من المناطق التى شهدت أحداثًا سيئة، وفرط التفكير فى الخطط والحلول لكل ما يمكن توقعه من عواقب، واعتبار أن بعض الأشياء والحالات والأحداث تمثل تهديدًا، حتى ولو كان ذلك غير صحيح، وصعوبة التعامل مع فكرة الشك، والتردد والخوف من اتخاذ قرارات خاطئة، وعدم القدرة على صرف مخاوفك أو التخلى عن قلقك، وعدم القدرة على الاسترخاء، والشعور بالتململ، والشعور بالتوتر أو العصبية، وصعوبة التركيز، أو الشعور كأن ذهنك خاوٍ.
وتتضمن العلامات والأعراض البدنية، الإرهاق وصعوبة فى النوم وتوتر العضلات أو أوجاع العضلات والارتجاف والشعور بالرعشة والعصبية أو سهولة التعرض للفزع، والتعرق والغثيان والإسهال أو متلازمة القولون العصبى والتهيج.
وقد يحدث أحيانًا ألا يتعبك قلقك تمامًا، ولكن قد تظل تشعر بالقلق دون سبب واضح. فعلى سبيل المثال، قد تشعر بالقلق على سلامتك أو سلامة أحبائك، أو قد تمر بشعور عام بأن شيئًا سيئًا على وشك الحدوث.
ويسبب قلقك وفزعك أو أعراضك البدنية ضيقًا لافتًا لك فى المجالات الاجتماعية، أو العملية أو غير ذلك من مجالات حياتك. ويمكن أن تتحول المخاوف من قلق إلى آخر، كما يمكنها أن تتغير بمرور الوقت والعمر.
وأسباب القلق كثيرة، وكما هى الحال فى العديد من أمراض الصحة العقلية، فإن سبب اضطراب القلق المعمم ينشأ على الأرجح من تفاعل معقد بعدد من العوامل البيولوجية والبيئية، وقد يتضمن ذلك الاختلافات فى كيمياء المخ ووظيفته، والعوامل الوراثية، والاختلالات فى وسائل النظر فى التهديدات والنمو والشخصية.
وهناك صور كثيرة للعلاج من القلق، إذ يستند قرار العلاج إلى مدى تأثير اضطراب القلق المتعمم بشكل ملحوظ على قدرتك على أداء وظائفك فى حياتك اليومية، وأهم علاجين لاضطراب القلق المتعمم هما العلاج النفسى والأدوية، ويمكن الاستفادة أكثر من المزج من الاثنين، وقد تكون هناك حاجة إلى استخدام التجربة واكتشاف أى العلاجات تعمل بشكل أفضل بالنسبة لك.
ويتضمن العلاج النفسى المعروف أيضًا بالعلاج بالتحدث أو الاستشارة النفسية، العمل مع معالج لتقليل أعراض القلق لديك، ويُعد العلاج السلوكى الإدراكى العلاج النفسى الأكثر فاعلية لاضطرابات القلق العام.
وبشكل عام، يركز العلاج السلوكى الإدراكى قصير الأجل، على تعليم مهارات محددة للسيطرة على المخاوف بشكل مباشر، والرجوع تدريجيًا إلى الأنشطة التى يتجنبها المريض بسبب القلق خلال تلك العملية، وتتحسن الأعراض لديك استنادًا إلى نجاحك المبدئى.
ويتم استخدام العديد من أنواع الأدوية لعلاج اضطراب القلق المعمم، وأهم شىء أن تتحدث مع طبيبك حول الفوائد والمخاطر والآثار الجانبية المحتملة، وهناك عدد من الأدوية خاصة بمضادات الاكتئاب حسب وصف الطبيب المعالج.
وفى حين أن معظم الأشخاص الذين يعانون اضطرابات القلق يحتاجون إلى العلاج النفسى أو الأدوية للسيطرة على القلق، فإن التغيير فى نمط الحياة يمكن أن يحدث أيضًا فارقًا.
وأهم شىء أن تحافظ على نشاطك البدنى، واستحدث عادات تجعلك نشطًا بدنيًا معظم أيام الأسبوع، إذ تسهم التمارين الرياضية فى تقليل القلق بشكل قوى، وقد تحسّن من حالتك المزاجية وتساعدك على البقاء فى صحة جيدة، ويمكن أن تبدأ ببطء وتدريجيًا ثم زِد مقدار الأنشطة وكثافتها.