«عواطف» تحافظ على الهوية النوبية بمشروع أكل منزلى فى قلب القاهرة
قبل سنوات عديدة جاءت عواطف على إلى القاهرة تاركة حياتها السابقة في أسوان، ورغم أن الأسر النوبية التى تعيش بالقاهرة كانت تعوض بعدها عن المجتمع النوبي، إلا أن الطعام النوبي كان يمثل العائق الأهم أمامهم، فكثير من الأسر النوبية تخلت عن المطبخ النوبي، وهو ما جعلها تفكر مع صديقتها سناء حسن في تأسيس مشروع لتصنيع الطعام النوبي المنزلي.
وتقول عواطف "عند زواجي ومجيئي إلى القاهرة كانت الأزمة الأكبر لدي هي الطعام النوبي الذي اعتدته ليس فقط لطعمه ولكن لأنه طعام صحي، ولكن بسبب التجهيزات الخاصة به فإن الكثير من الأسر النوبية تخلت عنه"
وتضيف عواطف لـ"الدستور" فكرت في تأسيس مشروع لتقديم الأكل المنزلي على أن يكون سر تمييزه هو تقديمه للطعام النوبي سواء للنوبيين الراغبين في الحصول على أكلات نوبية، أو لغير النوبيين الذين يفضلون الطعام الصحي أو يرغبون في تجربته، وبالفعل بدأت المشروع من مطبخي الصغير بمعاونة صديقتي قبل ثلاث سنوات.
وتكمل "المطبخ النوبي له أدواته الخاصة مثل المفراك والدوكة وهي أدوات لا يمكن شرائها سوى من أسوان فمن الصعب أن توجد في القاهرة، كما يعتمد على الخضار أكثر في الطعام وتقليل الدهون".
وحول أشهر الأكلات النوبية تقول عواطف "أن أشهر الأكلات هي الاتر، وهي أكلة شبيهة بالملوخية ولكن يتم عملها من السبانخ الطازجة، وفي حال عدم وجودها يتم استبدالها بالبقدونس والشبت والكزبرة التى يتم سلقها وفركها بالمفراك، ثم إضافة البامية المجففة والثوم، أما "الكايد" وهو عبارة عن خبز من الدقيق الاسمر والخميرة والماء يتم خبزه باستخدام قطعة من الحديد تسمى "الدوكة" يفرد عليها خليط العجين بعد تسخينها على النار، ومن الأكلات المشتركة بين المطبخ القاهري والنوبي "العصاج" وهي عبارة عن لحم مفروم مع البصل ويوضع عليه الصلصة، ومن المعتاد أن يتم وضع "الاتر"و"العصاج" في نفس الطبق، وتوضع عليهم طبقات من "الكايد" وتأكل الأسرة كلها من نفس الطبق.
وتعتبر عواطف مشروعها هو وسيلة للحفاظ على الهوية النوبية، لأن العديد من أبناء الأسر النوبية الذين ولدوا خارج النوبة وأسوان لا يعرفون هذه الأطعمة.