«رسالة إلى جارى العالم».. قصة تشيخوف التى سخر فيها من داروين
في قصته رسالة إلى صديقى العالم، أراد تشيخوف أن يسخر من داروين ونظريته بأن أصل الإنسان قرد، ولكن بطريقة غير مباشرة لا تخلو من الحس الأدبي الممزوج بالسخرية حتى إن اسم القرية التى جعلها تشيخوف موقعا لإحداث قصته كانت تدعى "بليني سبيدني" ومعناه الفطائر المأكولة وهو اسم حركى ساخر، نظرا لأنه لا توجد قرية فى العالم تحمل هذا الاسم.
والقصة عبارة عن رسالة من فلاح عجوز إلى عالم جاء ليسكن بجواره فى القرية، واستخدم تشيخوف مفردات بسيطة تتناسب مع شخصية الفلاح الذي أكد في رسالته كثيرا أنه رجل بسيط وساذج ولا يفهم في أقوال العلماء، وفي الوقت نفسه يبين لنا تشيخوف أن هذا الرجل لديه من الفهم ما لا يملكه العلماء .
- انتقاد نظرية داروين
وانتقد هذا الفلاح البسيط نظرية داروين عن التطور بأن الإنسان أصله قرد، وعضد موقفه برفض نظرية دارون بطريقة ساخرة، حيث قال فى رسالته لو كان أصل الإنسان قردا لما ارتدينا الملابس فأين ذهب شعر أجدادنا ، ولو كنا قرودا لما وسعنا العالم من القفز، كما انتقد الفلاح البسيط أن يقول العلماء بأن هناك من يسكن القمر، وبطريقته الساخرة قال لو أن هناك سكانا في القمر لردموا العالم بالقمامة كما أنه لا يجوز أن يكون هناك زرع فى القمر لأن المطر ينزل من أعلى إلى أسفل، ولا يصعد لأعلى حيث القمر كما انتقد الفلاح البسيط أن يقول العلماء إن الشمس بها بقع سوداء، وسأل جاره العالم من اقترب من الشمس كى يرى تلك البقع.
- الفلاح يدحض النظريات العلمية
أراد تشيخوف فى قصته رسالة إلى جارى العالم أن ينتقد تلك النظريات العلمية بلسان رجل من العامة وهذا يحسب له فلو كان صاحب الرسالة عالما لكانت القصة عبارة عن سجال بين عالمين ، لذا فاختار أن يدحض تلك النظريات على يد رجل بسيط من العوام استدل على فهم الوجود بسليقته وليس بتلك النظريات العلمية التى تخالف الحقيقة .
وهذا ما يؤكد أن تشيخوف لا يهدف من وراء مؤلفاته إلى التسلية أو أدب المشاعر والحب والعشق فحسب، بل كان يرى أن الأدب يهدف إلى الإصلاح والتوعية بطريقة أدبية شيقة.