الشيخ الشعراوى: السحرة يوهمون الناس بأنهم يعلمون الغيب
قال الشيخ محمد متولى الشعراوي، رحمه الله، إن بعض الناس يعتقدون أن السحرة يعرفون الغيب، وهذه هى مهنة الدجالين، الذين يحاولون أن يوهموا الناس، أنهم يستطيعون أن يكشفوا لهم الغيب ولكن هذا غير صحيح.
وتابع: لكى نفهم القضية، فلا بد أن تعرف أن هناك غيبًا نسيبًا وغيبًا مطلقًا، الغيب النسبي هو ما غاب عنى وعلمه غيري، سرق منى شيئًا مثلًا، من هو السارق؟ هذا غيب عنى لا أعرفه، وقد لا تعرفه الشرطة أيضًا، ولكن السارق يعرف أنه سرق، والذي أخفيت عنده المسروقات يعرف من السارق، وربما الذي يبعت له المسروقات يعرف أيضًا من السارق.
وأضاف في كتابه " السحر والحسد": إذا قلنا إن وزيرًا قد وقع قرارًا بترقيتي إلى وظيفة أعلى هذا أمر غيبي عنى، وأنا لم أعلم أنه تمت ترقيتي، ولكن الوزير يعلم لأنه أصدر القرار، ومدير مكتبه يعلم لأنه أخذ القرار لينسخه، وعامل المطبعة أو المكلف بنسخ القرار يعلم، لأنه قام بعملية النسخ، إذن فهذا غيب نسبي، لأنه غيب عنى، ولكنه ليس غيبًا عن غيري، هذا الغيب يمكن أن يعرفه الإنس والجن.
وأردف قائًلا: “إن هناك أيضًا غيبًا ماضيًا، شيئًا قد حدث وانتهى، هو غيب عن بعض الناس، ولكن صاحبه ومن شهده يعرفونه، ولذلك فهو أيضًا غيب نسبي، أيضًا الغيب الذي وقع منذ فترة طويلة ومات كل من شهدوه، هو غيب نسبي لأننا قد نعثر على وثائق أو آثارـ تكشفه لنا وتحكى لنا قصته، أما الغيب المطلق، فهو الذي لا يعرفه أحد إلا الله جل جلاله، مصداقًا لقول الله تعالى: "عالم الغيب فلا يظهر على غيبه أحدًا".
وأشار إلى أنه قد يقول بعض الناس إن رسول الله صلى الله عليه وسلم، قد أخبرنا بأشياء كانت غيبًا ثم وقعت، نقول إن الرسول عُلم الغيب، أى أن الله سبحانه وتعالى، أخبر رسوله بما شاء له أن يعلم من أنباء الغيب، وما أخبره به الله جل جلاله، أخبرنا به الرسول والقرآن الكريم يدلنا على ذلك في قول الحق تبارك وتعالى "قل لا أقول لكم عندى خزائن الله ولا أعلم الغيب"، لافتًا إلى أن الله يطلب من رسوله أن يقول للناس جميعًا إنه لا يعلم الغيب، ولكن الله أنبأه من أنباء الغيب ما أخبرنا به رسول الله.