طبيعة المعلومات
المعلومة، هي إيه؟
هي عملية إسناد محمول لـ موضوع.
يعني إيه؟ يعني فيه موضوع: شخص/ حيوان/ شىء/ فكرة/... إلخ، بـ نسند له حاجة، الحاجة دي إما وصف وإما فعل.
خلينا نقول مثلا إنه الموضوع: "الولد"، بـ نقول: الولد طويل/ قصير/ مصري/ شجاع/.. أو الولد أكل/ شرب/ نام أو بـ ياكل/ بـ يشرب/ بـ ينام أو هـ ياكل/ هـ يشرب/ هـ ينام إلخ إلخ إلخ
السؤال هنا: هل المعلومة اللي قلناها دي تساوي تماما الأمر الكائن/ لموجود في الواقع؟
هي طبعا أي معلومة قابلة إنها تكون صادقة/ كاذبة، أو صادقة بـ نسبة/ كاذبة بـ نسبة، لكن خلينا نفترض، إنها معلومة صادقة تماما، فاكت يعني، وخلينا ناخد حاجة علمية، زي: "المعادن تتمدد بالحرارة وتنكمش بالبرودة".
هل المعلومة دي تساوي تماما ما يحدث في الواقع لما نيجي مثلا نسخن طبق ألومنيوم على البوتاجاز؟
الإجابة: كلا البتة، نهائي نهائي نهائي، هي لا تساويها
ليه؟ لـ إنه هذه المعلومة مضطرين نصوغها في دوال/ كلمات: المعادن، تتمدد، تنكمش، الحرارة، البرودة.
الدوال يا صديقي لا يمكنها أن تساوي المدلولات. الدوال هي تصورات البشر وإدراكهم لـ المدلولات، هي مش الموجودات ولا ما يحدث لها، إنما إزاي أدركنا هذه الموجودات.
التمدد مثلا، هل اللي حصل إنه جزيات المادة اللي بـ نتكلم عنها زادت؟
الإجابة: لا، اللي حصل إنه المسافة بين الجزئيات وسعت، فـ المادة احتلت مساحة أكبر من الفراغ، ولـ إننا كـ بشر، بـ نتعامل مع الحيز اللي شغلته، فـ هي (بـ النسبة لنا) تمددت، إدراكنا لـ الأمر كدا.
الموضوع عامل زي فريق كرة قدم 11 لاعب، موجودين في تلاتين متر من الملعب، تنفيذا مثلا لـ خطة دفاعية، ثم انتشروا بـ طول الملعب كله، هل كدا الفريق تمدد؟
لاحظ، إننا بـ نتكلم هنا، عن أكتر مجال منضبط، وفيه جهود ضخمة مبذولة لـ تحديد الدوال بـ طرق يمكن قياسها، وهو العلم.
دا بس مثال لـ إنه ما نتداوله من معلومات، ليس هو الموجودات/ الكائنات وتفاعلاتها، وإنما تصوراتنا كـ بشر، لـ كل ما سبق، وإحنا صُغنا هذه التصورات في شكل دوال، وتناقلناها.
ممممم، طب هنا فيه سؤال: إحنا هنا بـ نتكلم عن تلات حاجات: أولا، إدراك الموجودات والتفاعلات، ثانيا، تكوين تصورات عنها، ثالثا، صياغة هذا الإدراك بـ استخدام الدوال، فـ هل ممكن يحصل إننا ندرك الموجودات وتفاعلاتها، ثم لا نكون عنها تصورات، أو نكون عنها تصورات، لكننا نعجز عن صياغتها بـ استخدام الدوال؟
الإجابة: زي ما قال عبمجيد "أوف كورس"، بـ العكس يا مونبيه، ما ندركه ولا نكون عنه تصورات، أو حتى نكون تصورات، لكننا لا نستطيع صياغتها، أكتر بـ كتيييييرمما ادركناه وتصورناه وصغناه، انظر حولك. حضرتك بـ تروح تشتري هدية، يروح العامل يلفها لك، بـ شرايط ملونة حلوة كدا، ثم يخلي الشرايط دي متموجة، هو "يدرك" إزاي يخليها كدا كويس، لكن، هل عنده أي تصورإيه اللي بـ يحصل لـ الشريط، أو إزاي، لما يمشي عليه المقص بـ يتحول كدامن جسم مفرود لـ جسم متموج بـ هذا الشكل؟
أي صنايعي، أي لاعب كورة، أي عازف موسيقي، إنت نفسك، هل عندك "تصورات" عما تفعله؟ أو الأشياء اللي بـ تتعامل معاها. لكنك تفعلها بـ منتهى الإدراك، الإدراك أوسع من التصورات، نحن لا ندرك ما ندرك.
لكن، هل إدراكنا دابـ غض البصر عن تكوين تصورات، أو صياغتها وطرحها لـ التداول، وصل لـ كل الموجودات والتفاعلات.
الإجابة: طبعا لأ، صحيح إننا في حالة سعي دائمة، سواء كان سعي واعي ومنظم، أو بـ ظروفها زي ما تيجي، لكن الموجودات وتفاعلاتها، أكبر بـ كتير من إدراكنا ليها.
طيب يا أسطى، كل دا يفرق في إيه؟ ولا يهمنا في إيه؟
ما أعرفش، بس هو بـ النسبة لي، مهم جدا جدا، ويفرق في حاجات كتير، خلينا نشوفها في مقالات جاية.