«الأبنودى ونجيب محفوظ ويوسف إدريس» كواليس علاقة الشاعر محمود درويش بالكبار
"الدخول إلى القاهرة كان من أهم الأحداث في حياتي الشخصية، في القاهرة ترسخ قرار خروجي من فلسطين وعدم عودتي إليها، ولم يكن القرار سهلًا، كنت أصحو من النوم وكأنني غير متأكد من مكان وجودي، افتح الشباك وعندما أرى النيل أتأكد من أنني في القاهرة، خامرتني هواجس ووساوس كثيرة، لكنني فتنت بكوني في مدينة عربية، أسماء شوارعها عربية والناس فيها يتكلمون العربية، وأكثر من ذلك وجدت نفسي أسكن النصوص الأدبية التي كنت أقرأها وأعجب بها"، هكذا تحدث الشاعر محمود درويش عن رؤيته للقاهرة، حسبما نُشر في جريدة "روز اليوسف" 2008.
وتحدث الشاعر الفلسطيني الراحل في عدة حوارات صحفية جمعتها "روز اليوسف" 2008، عن تعيينه في نادي كتاب "الأهرام"، ومكتبه في الطابق السادس، بجوار الأدباء، نجيب محفوظ، يوسف إدريس، توفيق الحكيم، عدا توفيق الحكيم الذي كان له مكتب فردي، وبقيتهم في مكتب واحد.
مع نجيب محفوظ ويوسف إدريس
توطدت علاقة قوية بين "درويش" ونجيب محفوظ ويوسف إدريس، حيث قال: "عقدت صداقة عميقة بين محفوظ وإدريس، الشخصيتين المتناقضتين، محفوظ شخص دقيق في مواعيده، ومنضبط، يأتي في ساعة محددة ويذهب في ساعة محددة، وكنت عندما أسأله: هل تريد فنجان قهوة أستاذ نجيب؟ كان ينظر إلى ساعته قبل أن يجيب، ليعرف إن كان حان وقت القهوة أم لا، أما يوسف إدريس فكان يعيش حياة فوضوية وبوهيمية، وكان رجلًا مشرقًا".
مع الأبنودي
حكت نهال كمال أن "هيكل" ساند "الأبنودي" فى أوقات مرضه، وتواصل مع المسئولين للاهتمام به، حتى أصدر الرئيس عبد الفتاح السيسي قرارًا بعلاجه في المستشفى العسكري.
وتواصل، كان الشاعر الفلسطيني محمود درويش ممن ساندوا الأبنودي، بعد أن تعرف عليه فى الستينيات، حيث سمع الأول أشعار ديوان "وجوه على الشط" عبر موجات إذاعة صوت العرب، فطلب من عبد الملك خليل مراسل جريدة "الأهرام" آنذاك فى روسيا، أن يلتقي هذا الشاعر، وفى أول زيارة له إلى مصر، جدّد "درويش" طلبه: "عاوز أشوف مصر من عيون الأبنودي"، وتقابلا بالفعل.
بعد زواج "نهال" و"الأبنودى" حكى لها عن صداقته بـ"درويش": "قال لي: كان يعتبر منزلي منزله، لدرجة أنه كان يعزم أصدقاءه في بيتي"، ومن التفاصيل الخاصة التي تذكرها "نهال"، أن “درويش” كان "يحب أكل الحَمَام والبط من إيدين الخال".