مدونة أمريكية: البنتاجون يستخدم الذكاء الاصطناعى للتنبُّؤ بتحركات العدو قبل تنفيذها بأيام
كشفت مدونة (Engadget) الأمريكيةعن أنَّ جيش الولايات المتحدة يختبر نظام ذكاءٍ اصطناعيًا متقدمًا يأمل في أن يستطيع التنبؤ بخطوات العدو المقبلة قبل حدوثها فعليًا بأيام.
وأشارت المدونة، اليوم الأربعاء، إلى أنَّ التنبؤ بالمستقبل قد يكون مهمةً شديدة الصعوبة؛ لكن التقدم التكنولوجي، وزيادة التحوّل نحو استخدام الذكاء الاصطناعي للمساعدة في صنع القرار، فتح الباب أمام فرص خوض حروبٍ تُشبه أفلام الخيال العلمي.
وبحسب المدونة: صاغت وزارة الدفاع الأمريكية مصطلحًا جديدًا للكرة البلورية المستقبلية وهو: تجارب الهيمنة المعلوماتية العالمية (جايد)، والهدف هنا هو تحقيق "التفوق في عملية صنع القرار" بحسب الجنرال غلين فان هيرك، قائد القيادة الشمالية وقيادة الدفاع الجوي لأمريكا الشمالية، ويُحاكي المشروع الذي تحدّث عنه الجنرال، والذي يجري تطويره منذ نحو عام، فيلم هوليوود الشهير Minority Report. وفي الفيلم، كان توم كروز شرطيًا في قسم "استباق الجريمة"، حيث يجري اعتقال الأشخاص بناءً على التوقعات بسلوكياتهم الإجرامية مستقبلًا.
ونقلت المدونة عن الجنرال فان هيرك قوله: إنّ النظام يُمثّل "تغييرًا جوهريًا في طريقة استخدامنا للمعلومات والبيانات" من أجل تسريع عملية صنع القرار على المستويات التكتيكية والاستراتيجية؛ نظرًا لأنه في الماضي، كانت المعلومات السرية التي تُوفّرها المصادر الاستخباراتية -مثل الأقمار الصناعية- تستغرق أحيانًا وقتًا طويلًا حتى يُدقّق فيها المحللون.
وفي أحدث ثلاث تجارب أجراها البنتاجون وقياداته القتالية الـ11، كانت إحدى نقاط تركيز التجارب تدور حول تخيّل تهديد بالاستيلاء على قناة بنما من جانب "منافس نظير"، مما يُؤدي إلى تعطيل خط تواصل حيوي بالنسبة للخدمات اللوجيستية العسكرية الأمريكية.
وخلال محاكاة الهجوم، استغلت أنظمة الذكاء الاصطناعي كتلة بيانات -بطريقةٍ يستعصي على الإنسان استيعابها- للتنبؤ باحتمالات هجوم العدو، وذلك من خلال فحص الأنماط والتغييرات، وبمجرد انتباه الأنظمة لشيءٍ بارز، غذى القادة المعلومات للأقمار الصناعية في مداراتها "من أجل إلقاء نظرةٍ فاحصة على ما قد يحدث في بعض المواقع بعينها. فالقدرة على رؤية الأيام التالية مقدمًا توفّر مساحةً لاتّخاذ القرار".
وأوضح هيرك: أنَّ البرنامج الجديد لا يدور حول أساليب جديدة لجمع المعلومات؛ "فالمعلومات موجودة الآن عبر الأقمار الصناعية، والرادارات، والقدرات الممكنة تحت سطح البحر، والإنترنت المعاصر، والقدرات الاستخباراتية الحديثة. وما نفعله هو أننا نُوفّر تلك المعلومات ونشاركها عبر سحابة لتصير متاحةً أمام التعلّم الآلي والذكاء الاصطناعي لتحليلها ومعالجتها بسرعةٍ كبيرة قبل تقديمها إلى صناع القرار. وهذا يمنحنا تحذيرًا وقدرةً على الرد قبلها بأيام. وفي الماضي كنا لا نملك أحيانًا محللًا للنظر إلى صور الأقمار الصناعية، لكننا اليوم نفعل ذلك في الوقت الفعلي".