حكاية أزمة بين حسين صدقى وفريد شوقى تدخل السادات لحلها
كانت المنافسة بين الفنانان فريد شوقي وحسين صدقي شديدة في منتصف الخمسينات من القرن الماضي، ووصل الأمر أن كلُا منهما كان يستعد لإنتاج ذات الفيلم في وقت واحد حتى تدخل محمد أنور السادات عضو مجلس قيادة الثورة في ذلك الوقت لإيقاف الحرب فيما بينهما.
وكان كلًا من النجمان الكبيران في ذلك الوقت معتمدًا على علاقة قوية بأحد قيادات الدولة في ذلك الوقت، فقد كان حسين صدقي من المقربين في تلك الفترة من رجال المشير عبدالحكيم عامر بينما كان فريد شوقي قريب الصلة بمكتب الرئيس جمال عبدالناصر.
واشتعلت المنافسة فيما بينهما على إنتاج فيلم "خالد بن الوليد"، خاصة بعدما أعطى الرئيس جمال عبدالناصر الثقة في فريد شوقي وطلب منه إنتاج فيلم عن بورسعيد والعدوان الثلاثي، وتم إنتاج الفيلم بعد فترة قصيرة من انسحاب القوات الإنجليزية والفرنسية وبالفعل أنتج الفيلم في عام 1957، تحت عنوان "بورسعيد المدينة الباسلة"، وكان من إنتاج وبطولة فريد شوقي، ورغم التكلفة الكبيرة للفيلم، لكنه لم يلق رواج كبير في بداية عرضه فقد عرض بعد أقل من عام على انتهاء العدوان الثلاثي وكان الجمهور يريد الخروج من حالة الشحن المعنوى للترفيه، فأمر عبدالناصر الدكتور محمد عبدالقادر حاتم رئيس مصلحة الاستعلامات في ذلك الوقت بشراء عدد من نسخ الفيلم كمحاولة لتعويض الخسائر.
حاول حسين صدقي استثمار الأزمة التي تعرض لها فريد شوقي من خلال علاقته بأحد رجال المشير عبدالحكيم عامر، وهو على شفيق مدير مكتب عبدالحكيم عامر، لمساعدته بأن تمول الدولة إنتاج الفيلم، بينما فكر فريد شوقي في ذات الوقت بإنتاج فيلم "خالد ابن الوليد" أيضًا من خلال الكاتب الكبير نجيب محفوظ، إلى أن مدير مكتب عبدالحكيم عامر قد استغل علاقاته للتأُثير على فريد شوقي من خلال علاقته الجيدة بمحمد أنور السادات، والذي كان صديق فريد شوقي، إضافة إلى ضغوط دون أن يخبر السادات من خلال الرقابة على المصنفات الفنية، وحين علم السادات بالأمر اتصل بفريد شوقي وطلب لقاءه وقال له: "معلش اللي هيعمل الفيلم ده حسين صدقي" ورغم محاولات السادات أن يقوم حسين صدقي بالإنتاج وفريد شوقي بالبطولة؛ إلا أن حسين صدقي انتصر في النهاية وخرج الفيلم.