تطوير أضرحة «آل البيت» في مصر.. نقلة حضارية ينتظرها عشاق الأولياء
تحتل أضرحة آل البيت مكانة كبيرة في قلوب المصريين، فهي مصدرللتبرك وإطلاق الدعوات الروحانية؛ ولكن مع الوقت تعرضت هذه الأضرحة للإهمال، وانتشار الباعة الجائلين حولها، بل وأصبحت الأماكن التي تتواجد فيها مناطق خصبة للقمامة والمتسولين.
من هنا وجه الرئيس المصري، عبدالفتاح السيسي، بترميم وتجديد مقامات وأضرحة آل البيت، خاصة ضريح السيدة نفيسة، والسيدة زينب، والإمام الحسين بن علي، لقيمتهم الكبيرة عند المصريين.
وصدر مؤخراً قرارًا بتحويل صندوق تطوير العشوائيات لصندوق التنمية الحضارية؛ لتطوير منطقة القاهرة الإسلامية وذلك يأتي بسبب دخول العديد من الأعمال في مهام الصندوق بمسماه الجديد.
تطوير منطقة الحسين
وعن دخول تطوير الأضرحة ضمن أعمال صندوق التنمية الحضارية يقول المهندس خالد صديق، رئيس صندوق التنمية الحضارية، لـ«الدستور» إن أعمال الصندوق تشمل تطوير منطقة القاهرة الإسلامية والتاريخية، ولم يذكر بشكل مباشر مهام الصندوق على تطوير الأضرحة، موضحًا أن الصندوق يعمل حالياً على تطوير منطقة الحسين وفق تعليمات رئيس الجمهورية عبد الفتاح السيسي.
يشمل التطوير ترميم الصالات الداخلية بالمساجد وما بها من زخارف معمارية راقية وغنية، تماشيا مع الطابع التاريخي والروحاني للأضرحة والمقامات، وذلك جنبا إلى جنب مع تطوير كافة الطرق والميادين والمرافق المحيطة والمؤدية لتلك المواقع وفق تصريحات خالد صديق..
وتابع صديق أن صندوق التنمية الحضارية غير معني بتطوير الأضرحة لتبعيتها لوزارة السياحة والآثار؛ ولكن وفقاً لعمل الصندوق الجديد سيتم التطوير لمنطقة القاهرة الإسلامية والتاريخية بالتنسيق مع باقي الجهات المختصة وقد يشمل هذا التطوير أضرحة آل البيت.
6 آلاف ضريح
وصل عدد الأضرحة، لما يسمى أولياء الله الصالحين وآل البيت في مصر، إلى 6 آلاف ضريح؛ وذلك وفقًا لآخر إحصائيات وزارة الثقافة، حيث وصل عدد الأضرحة داخل محافظة القاهرة 294 ضريحًا، أما خارجها فيوجد 84 ضريحًا في دسوق، و133 فيمركز تلا، و81 في مركز فوه بالبحيرة، و54 بمركز طلخا، كما يوجد في أسوان أحد المشاهد- مجموعة من الأضرحة- يسمى مشهد "السبعة وسبعين وليًّا".
من جانبه يقول محمد كارم الخبير السياحي،إن ملف الأضرحة فتحه الرئيس عبد الفتاح السيسي منذ أيام لأهميته للمصريين البسطاء وارتباطهم الروحاني بهم، حيث أصدر تعليمات بتطوير ضريح الحسين والمناطق والطرق المحيطة به لأهميته كمقصد سياحي كبير للعديد من الجاليات، فلا توجد قرية أو مدينة أو بقعة من ربوع مصر إلا وبها ضريح أو أكثر.
وعن أهمية هذه الأضرحة من الناحية السياحية يوضح "كارم" أنه كان هناك فترة من الفترات كان هناك نشاط للسياحة الدينية مثل رحلة العائلة المقدسة ومزارات آل البيت، ولكن بعد أن دب فيها الإهمال لم تعد على الخريطة السياحية، موضحاً أنها كانت تمثل ربع دخل السياحة في مصر.
وأوضح الخبير السياحي إلى لـ«الدستور» أنه لابد من تطوير الأضرحة المهمة في مصر وتنشيط السياحة فيها خاصة السياحة الخليجية وشمال أفريقيا أسوة بالسعودية التي تعتمد في دخلها الأساسي على موسم الحج والعمرة
وعن رؤيته لخطة التطوير لهذه الأضرحة يقول كارم، لابد من توفير ساحات وجراجات لانتظار السيارات أيضاً القضاء على ظاهرة المتسولين التي انتشرت داخل الأضرحة نفسها والمساجد، وتعديل أوقات فتح الأضرحة وعدم اقتصارها على أوقات الصلاة فقط، مع توفير مسئولين يوضحون الحقائق حول أصحاب هذه الأضرحة بدلاً من الشائعات التي طالت أغلبها خاصة ضريح الحسين.
وتابع يقول: أنه عندما شاع البعض أن ليس مدفون في مصر، وأحيان أخرى أشيع أن رأي سيدنا الحسين في مصر والجسد في العراق وهو ما يشوه الأضرحة؛ ويضيف أيضاً هنا معلومات مغلوطة أن جامع عمرو ابن العاص هو أول جامع في التاريخ وهو مخالف تماماً للحقيقة فأول جامع في التاريخ كان قرب محافظة الشرقية.