روشتة «السندباد المصرى» حسين فوزي لتحريك العقل العربي
في كتاب الكاتب والناقد الراحل فؤاد دوارة "عشرة أدباء يتحدثون" كان له حوار مطول مع الكاتب حسين فوزي "السندباد المصري" والذي تحصل على ليسانس العلوم من جامعة السوربون ، إلى جانب انه أول مصري ترأس معهد علوم البحار بالإسكندرية وغيرها في هذا الحوار اجاب حسين فوزي عن السؤال الصعب وهو كيف نحرك العقل العربي ؟.
يجيب حسين فوزي بقوله: "الإجابة على هذا السؤال واضحة في ذهني تماما إن التعليم عندنا مازال عملية سلبية لا تحرك عقلا، ولا تنمي ملكة.. التلميذ كالكوب الذي يصب المدرس فيه كما من المعلومات، ثم يقول له: أذهب لقد تعلمت.
هذه النظرة للتعليم يجب أن تتغير من صب معلومات في إناء التلميذ لتصبح عمليه تلاق عقلي بين الأستاذ والتلميذ، فنعود الطفل منذ المرحلة الأولى على أن يفكر ويخلق بنفسه .. وكل ما يفعله المعلم هو أن يضيء له شمعة تساعده على الرؤية في الظلام الذي يحيط به أما الباقي فيقوم به التلميذ بنفسه.
ويتابع: "في كلية العلوم كنت دائما أقول لتلاميذي مهمتنا هنا أن نعلمكم شيئين: الشك والجهل ..الشك في كل شيء ..فيما يقوله الأستاذ، وفيما تقرأه في المراجع ، وما تطالعه في الصحف ..لا لأن هذا كله خطأ ..أبدا، وإنما تشك في كل شيء لتحاول أن تتحقق من صحته بنفسك . ليسن هناك حقائق منزلة لاتقبل المناقشة .. وليس هناك يقين ابدا .زدع العقائد الدينية جانبا .. لاتفتح هذا الباب ، فهذا باب القلب ولادخل للعق يه .زأما العقل فمن أخطر الأشياء أن تصل فيه إلى اليقين ..لأنك أذا وصلن إلى اليقين فمعنى ذلك أنك وصلت إلى العقائد ويتوقف العقل ..فالشك هو المحرك الأول للعقل لكي يفكر ويبحث ويبتكر .
الشيء الثاني الذي نعلمه لكم في كليه العلوم هو الجهل ..فإذا تخرجت وقد ملأك إحساس بأنك أصبحت عالما فلا أمل للعلم فيك.. ولكن حينما تحس أنك تزد عن أن وضعت قدمك على أول المعفة فستعرف كيف تتقدم وتواصل السير وحدك .
واختتم: "التعليم الصحيح يجب أن يستند إلى هاتين الحقيقيتين.. التعليم الصحيح هو الذي يجعل الطالب يفكر دائما بنفسه، ويجري التجارب العلمية بنفسه، لا لمجر إجرائها ، وإنما لأنه يفهم جيدا قيمة كل تجربة يجريها وعلاقتها بالحياة الإنسانية ودورها في التقدم العلمي ومستقبل الإنسان، وهنا نجد العلوم الاجتماعية مدهشة جدا لأنها تدرس العلاقات المختلفة وتوضح للتلميذ تشابك الأنشطة الإنسانية وتأثرها بعضها ببعض في مسار التطور البشري.