مركز بحثي أمريكي: الإخوان سبب تدهور النظام الصحي والسياسي والاقتصادي في تونس

قال المركز البحثى الأمريكى "أوراسيا ريفيو" إن نظام الإخوان في تونس تسبب في تدهور النظام الصحي والسياسي والاقتصادي للبلاد، مشيرا إلى أن حكومتهم فشلت بشكل ذريع في التعامل مع جائحة فيروس كورونا، ما أدى إلى تفاقم المشاكل الاقتصادية وخلق حالة من الغضب الشعبي المتزايد تجاههم. 

وأوضح المركز، في تقرير على موقعه الإلكتروني، أمس الأربعاء، أن تونس ضربتها عاصفة كاملة من الأزمات الاقتصادية والاجتماعية والصحية، بسبب فشل حكومة النهضة، ذراع الإخوان السياسي، في إدارة البلاد، بعد أزمة كوفيد-19، فضلا عن حالة التصدع والانقسام السياسي الذي كان يغذيه أعضاء الحركة الإخوانية، وهو ما يفسر الموجة المتصاعدة من الاحتجاجات التي شهدتها أغلب المحافظات في تونس خلال الفترة الأخيرة. 

الرأي العام التونسي يحّمل الإخوان مسئولية تدهور الأوضاع

وأضاف المركز: "إذا حكمنا من خلال الصورة الحالية في تونس، يبدو واضحًا أن الأشخاص الذين يلومون الطبقة السياسية الحاكمة على تدهور الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية والصحية لا يمثلون جيبًا صغيرًا للمعارضة بل مجموعة واسعة من الرأي العام، وبالمثل، فإنه من المهم أن ندرك أنهم قد خصوا حزبًا سياسيًا معينًا (في إشارة إلى حزب النهضة) بالنقد والفشل في إدارة البلاد، على الرغم من البراعة التاريخية لقادته في التهرب من المساءلة الديمقراطية".

وتابع: "بالنظر إلى النظام السياسي المنقسم في تونس والسياسات المتصدعة، لم يكن بإمكان حركة النهضة أن تتلاعب بالرأي العام على هذا النطاق الهائل. الحقيقة الصارخة هي أن أكبر حزب في البرلمان التونسي يواجه أزمة ثقة من صنعه هو، في حين يعتبر العديد من التونسيين أن عدم الاستقرار السياسي هو أكبر عائق أمام الزيادة المطردة في إصابات كورونا".

تعامل الإخوان مع أزمة كورونا.. فساد وسوء إدارة

وأشار المركز إلى أن هذا الفشل تجلى بوضوح إبان الأزمة العالمية لفيروس كورونا، موضحا أنه كان هناك حالة من الفساد وسوء الإدارة في المجال الصحي جعلت تونس تواجه ارتفاعاً غير مسبوق في عدد الإصابات اليومية والوفيات بالوباء، وواجهت المستشفيات نقصا شديدا في المعدات والأجهزة الصحية، بالرغم من أن البلاد كانت تتمتع ببنية تحتية جيدة للصحة العامة. 

ونوه بأن هذا التردي في النظام الصحي دفع بإقالة وزير الصحة فوزي المهدي، بعد أن واجه اتهامات بالفشل في إدارة الوضع الصحي مع جائحة كورونا وجهود التطعيم ضد الوباء، في وقت تشهد البلاد ارتفاعاً غير مسبوق في عدد الإصابات، مضيفا أن "المهدي" يقف وراء الازدحام الشديد الذي شهدته تونس في مراكز التلقيح خلال الفترة الماضية، ما أدى إلى زيادة عدد الإصابات.

وذكر المركز الأمريكي أن "حكومة الإخوان التي تولت السلطة، لم تتخذ الترتيبات اللازمة لشراء اللقاحات الكافية، ولزيادة الطين بلة، فتحت حدود البلاد دون القيود اللازمة، ما تسبب في انتشار الوباء بشكل غير مسبوق، حتى أنه بحلول منتصف يوليو كان لدى تونس أعلى معدل وفيات للفرد بكوفيد-19 في إفريقيا، وسجلت أيضًا واحدة من أعلى معدلات الإصابة في القارة".

أسوأ عقد في تاريخ تونس هو عقد الإخوان

وفي ختام التقرير، نقل المركز عن عمار عزيز، محرر مشارك في قناة العربية الإخبارية ومواطن تونسي، قوله: "لقد حكم حزب النهضة تونس أو شارك في حكمها منذ عقد كامل. لقد كان أسوأ عقد في تاريخ تونس الحديث، وفقًا لكثير من الناس"، مضيفًا أن الاحتجاجات الأخيرة تقدم بعض المؤشرات على الشعور العام الحالي.