من مجاميعه
من الحاجات اللي عملتها الكاس السلطانية، في بدايات القرن العشرين، إنها رفعت درجة اهتمام المصريين بـ بطولة ما، مفيش بطولة قبلها تابعها قدر كبير من الجمهور، لـ درجة إنه مباريات الكاس دي، كانت بـ تحقق دخل كبير، والدخل دا كان بـ يساعد في حاجات كتير.
خلينا نشوف مثلا الإيراد سنة 1932، وطريقة توزيعه، اللي وصلت فيه حصيلة بيع التذاكر لـ 477 جنيه، وبعد خصم كل مليم اتصرف على البطولة، فضل مكسب 104 جنيه، وبـ غض البصر عن حجم الرقم 104، اللي هو كان ضخم جدا وقتها، فـ إحنا بـ نتكلم عن بطولة بـ تكسب.
بطولة بـ تكسب بـ طريقة مباشرة من جمهورها ومتابعيها، مفيش أي دعم من أي حتة، ولا حتى فيه الطرق الحديثة لـ المكسب من رعاة وإعلانات وخلافه.
اتحاد الكرة القدم كان له النصيب الأكبر من الربح (24 جنيه) وزيهم لـ الجيش البريطاني، هي اتحسبت إنه البطولة مصرية إنجليزية، فـ اتحاد الكورة يمثل المصريين، ولو إنه فعليا مش كدا إنما أهو دا اللي حصل، والجيش يمثل الجانب الإنجليزي.
بعد كدا اتوزعت 30 جنيه على جهات ذات طابع خيري وخدمي، 16 منهم لـ الجمعيات الخيرية، 5 أبناء السبيل، 5 المدارس الإنجليزية، 4 جمعية الرفق بـ الحيوان بـ بورسعيد، ما أعرفش إيه اللي جاب الرفق بـ الحيوان هنا، بس ماشي.
الإسعاف طلع له 10 جنيه، والسكة الحديد خدت جنيه، ثم 15 جنيه لـ البطل واللي لعب المباراة النهائية قصاده، 8 لـ المصري البورسعيدي حامل الكاس، و7 لـ نادي المختلط.
واضح كمان إنه القاهرة كانت أشطر من الإسكندرية في إنها تحقق إيرادات أكبر، لـ إنهم كانوا مرخصين سعر التذكرة، وعندنا مقال من جريدة الرياضة الأسبوعية، اللي كانت بـ تصدر من إسكندرية، عن هذا الموضوع مكتوب فيه:
"أسعار الدخول في المباريات الرسمية في القاهرة قرشان وخمسة .. إلخ، في حين أنها بالإسكندرية لا يمكن أن تقل عن خمسة قروش ونصف بأية حالة، وهذه ظاهرة غير عادلة، فالمباريات تقام بالإسكندرية في ملعب البلدية الكبير، وفي هذا الملعب مدرجات جانبية كثيرة تظل دائما غير مأهولة بالمتفرجين، في حين أن مئات من هواة الرياضة يقفون على الأبواب، وعلى المرتفعات التي تحيط بالملعب ليتعرفوا اتجاه المباريات ونتيجتها، كذلك تحرم طائفة كبيرة من طلبة المدارس الذين يهتمون بالكرة من رؤية المباريات لعجزهم عن دفع خمسة قروش ونصف، وبالإضافة إلى ذلك فإن بالبلد أزمة مالية ليس إلى إنكارها من سبيل. والغرض من إقامة تلك المباريات أمران: الأول، تشجيع الحركة الرياضية. والثاني، الحصول على إيراد يوزع في وجوه الخير.
والاقتراح الذي نتقدم به هو تخفيض أسعار الدخول إلى 1.5 قرش لطلبة المدارس، و2.5 قرش للمدرجات الجانبية، و3.5 قرش للمدرجين 8 و9. وذلك الاقتراح كفيل بتحقيق الغرضين على أكمل وجه، حيث سيزداد عدد المتفرجين بدرجة كبيرة، وبالتالي فيزداد الإيراد كثيرا.
لقد قامت السكة الحديد بتجربة تخفيض الأجور فزاد الإيراد، فهل للجان الكؤوس أن تعمل بهذا الاقتراح فيشكرها ذلك الجمهور المحروم من الاستمتاع برؤية المباريات."
بس الواضح إنه كان فيه تنظيم، وفيه إقبال على مباريات البطولة، وفيه متابعة من عموم الجمهور، يعني كانت بطولة من مجاميعه.