«العروس».. قصة الكاتب الروسي أنطوان تشيخوف عن الحب والعلم والحرية
قد يمنحك الحياة شخص فى انتظار الموت. هذا ما أراد أن يقوله تشيخوف فى قصته العروس. التى تحكي عن شاسا الشاب المريض بالسل ذابل الجسد منتشي الروح والمفعم بالفكر المستنير. والذى يرى أن الحياة بلا علم وبلا فكر لا تساوى قيد أنملة لذا حين نزل عند جدته العجوز فى موسكو لم يشعر بالراحة. وطلب من نادية التى اقترب موعد زفافها على أية العازف أن تتجه إلى بطرسبرج وتم الحياة الرتيبة التى نحياها العروس التى لا تفعل جديدا فى حياتها، كما أن أندريه كان عاطلا ولا يعمل زائدة إليه ساشا النصح بأن يعمل ولا يركن إلى الخمول. كانت العروس نادية تنفر حديث ساشا فى بداية الأمر ولكن رويدا رويدا بدأت تقتنع به بعد أن وجدت أن زواجها من أندريه سيكون رتيبا مملا فقررت أن تقر مع ساشا وتترك المدينه دون إذن والدتها وجدتها، ولما التحقت بإحدى المعاهد صفحوا عنها وهناك زارت ساشا فوجدته ضامرا غير أنه لم يتخل عن الأمل والنظر إلى الحياة بعينين واسعتين. ولما عادت إلى أهلها وصلتهم رسالة أن ساشا فارق الحياة.
وبعد ساشا هنا هو العقل الذى كان يريد تشيخوف للمجتمع الروسى أن يتحرك من خلاله وكأنه بوصلة تهدى إلى العلم والعمل والجهد من أجل نهضة البلاد بعيدا عن الجهل والتراخى والخمول الذين يهدرون مقدرات الأمم. ويظهر هذا فى ثنايا القصة حيث أم نادية التى تستغرق فى البحث عن الجن وأعمال الدجل وكذلك الجدة المنزوية على نفسها والجد العجوز وكأنهم فى جزر منعزلة رغم أنهم يقيمون فى منزل واحد، وقد يقول البعض أن ساشا وهو البطل الحقيقى للقصة والذى أبرز شخصيته تشيخوف بشىء من المثالية كان سببا فى فرقة العروسين إلا أن تشيخوف أراد من هذا الأمر أن يقول إن امرأة جاهلة وعازف عاجل لن تستقيم حياتهما، كما أن زواج أندريه ونادية ما كان في القصة إلا رمزا لروسيا الكبيرة التى أرادها تشيخوف بخير وذلك الخير لن يكون إلا بالعلم والعمل والحرية، هكذا يستقيم المنسم دون سواه.