«فورين بوليسي»: إثيوبيا تواجه العديد من التهديدات الوجودية والصراعات الأهلية المدمرة
قال تيفيري ميرجو أستاذ الاقتصاد المساعد بجامعة واترلو في كندا، إن أثيوبيا تواجه العديد من التهديدات الوجودية المتمثلة في الصراعات الأهلية المدمرة التي اندلعت في أجزاء كثيرة من البلاد، مشيرًا إلى أن الدولة الإثيوبية تتفكك مع مرور الوقت ومع هزيمة القوات الإثيوبية الإريترية في إقليم تيجراي شمالي البلاد.
وأشار ميرجو، في مقاله في مجلة "فورين بوليسي" الأمريكية أن رئيس الوزراء الإثيوبي أبي أحمد يسعى لإحياء نظام سياسي موحد اخترعه للحفاظ على هيمنة الأمهرة على بقية العرقيات الأخرى بالبلاد، مضيفًا "يريد أبي أن يجعل اثيوبيا بلد يتحدث فيه الجميع اللغة الأمهرية ويرقصون على الألحان الأمهرية ويتبنون ثقافة الأمهرة."
وحذر الأكاديمي من أن تصبح إثيوبيا "يوغوسلافيا التالية"، مشيرًا إلى أن سيناريو تفكك الدولة في إثيوبيا كما حدث في يوغوسلافيا سابقا أمر وارد، ونوه إلى أنه لا ينبغي التقليل من دور الخطاب القومي المتطرف، أو تقديم قراءة خاطئة للوضع المعاصر في إثيوبيا، لا سيما من قبل صانعي السياسة في واشنطن.
وقال ميرجو إن هناك خيارات محدودة مطروحة على الطاولة إذا كان المجتمع الدولي يهدف إلى تجنب كارثة من نوع يوغوسلافيا من الحدوث في إثيوبيا، بالإضافة إلى تكثيف الجهود الإنسانية لمساعدة ضحايا النزاع، والمطالبة بإجراء تحقيق في جرائم الحرب المحتملة والتطهير العرقي المبلغ عنها في تيجراي، مضيفا أنه من المهم أن تستخدم الجهات الفاعلة الدولية المسؤولة سلطتها ونفوذها لإجبار أبي أحمد للتخلي عن رؤيته الشمولية غير الواقعية لإثيوبيا.
وذكر "ميرجو" في مقاله أن التوسع المتعدد لحكومة أديس أبابا في منطقة أوروميا كان أحد تلك السياسات المثيرة للجدل التي أدت إلى حد كبير إلى عدم تناسق السلطة السياسية مع الخطوط العراقية، مشيرًا إلى أن الجمهور الأورومو كان ينظر إلى سياسة التوسع على أنه آلية للقهر العرقي والسياسي والاستغلال الاقتصادي، مع تهديد خطير لحقوقهم الثقافية واللغوية.
وأضاف أن أي محاولة لرفض الذكريات الجماعية وتاريخ الشعوب التي تم احتلالها وتجاهل أو التقليل من مطالب المعسكر الفيدرالي في إعادة تصور إثيوبيا لن يؤدي إلا إلى تجديد دورة الصراع والمجاعة والفقر المدقع التي ميزت إثيوبيا وشعوبها على مدى العقود الخمسة الماضية"، في إشارة إلى الحرب في إقليم تيجراي.