«ساعة الصباح أفضل».. طقوس سهير القلماوي مع الكتابة
110 سنوات مرت على ميلاد الكاتبة سهير القلماوي، التي ولدت في 20 يوليو لعام 1911 بالقاهرة، لأسرة تفخر بتعليم إناثها، وكانت قادرة على الاستفادة من مكتبة أبيها ذات الأعمال الشاسعة بسن مبكر.
خلال طفولتها أثناء ثورة 1919، نشأت سهير القلماوي وسط تأثير السيدات المصريات خلال الفترة التي كانت بها الناشطة النسوية العظيمة هدى الشعراوي والشخصية القومية البارزة صفية زغلول، إذ ركزت تلك النساء وناشطات نسوية أخريات على نقل المناظرة النسوية للشوارع لإنشاء حركة بعيدة المدى، وكل ذلك أثر على بعض مبادئها النسوية.
أصبحت القلماوي علامة أدبية وسياسية بارزة مصرية، وشكلت الكتابة والثقافة العربية من خلال كتابتها والحركة النسوية والمناصرة، وكانت من السيدات الأوليات اللواتي ارتدن جامعة القاهرة وفي عام 1941 أصبحت أول امرأة مصرية حصلت على الماجستير والدكتوراه في الآداب لأعمالها في الأدب العربي، وكانت أيضا من أوائل السيدات اللائي شغلن منصب الرؤساء من ضمن ذلك رئيسة قسم اللغة العربية في جامعة القاهرة ورئيسة الاتحاد النسوي المصري ورئيسة رابطة خريجات جامعة المرأة العربية.
وفي مقال لها بمجلة "الهلال" بعددها رقم 7 الصادر بتاريخ 1 يوليو 1990 والذي جاء بعنوان "الريادة في الأدب"، كشفت القلماوي عن طقوس الكتابة لديها قائلة: ليس عندي للكتابة مواعيد، وإنما الكتابة ساعة الصباح أفضل قبل أن أشعر بالتعب العضوي، وأنا اكتب دائما على مكتبي ولا أستطيع أن أستمر في الكتابة طويلا إلا وأنا جالسة على هذا الكرسي، وأهم ما أحرص عليه بعد استجماع الأفكار وبلورة الإحساسات هي محاولة إيجاد نقطة "ارتكاز" كما أسميها يدور في فلكها كل شيء آخر، وماديا لا بد لي من ورق مصقول وقلم جيد أو ممتاز وثلاثة أو أربعة أقلام إلى جانبي حتى لا أترك الكتابة وأشغل بتعبئة القلم حبرا أو نحو ذلك.
وأضاف: قطع الفكرة عندي لا يشكل عادة مشكلة ولكني أتجنبها مخافة أن تحدث المشكلة التي لم أصادفها إلا قليلا جدا، ووسيلتي أن أترك الكتابة كلية لفترة ثم أعود إليها من جديد منذ البداية حتى لا أفتقد الاتصال واستمرارية الفكر.