الأنبا نيقولا: التسلط على الآخرين من أشد الأخطار على حياة الكهنة
أدلى نيافة الحبر الجليل الأنبا نيقولا أنطونيو، مطران الغربية وطنطا للروم الأرثوذكس، والمتحدث الرسمي للكنيسة في مصر، بتصريح صحفي، حول "الكهنوت ".
وقال الأنبا نيقولا أنطونيو، الوكيل البطريركي للشؤون العربية، في بيان رسمي، عبر حسابه الرسمي بموقع التواصل الاجتماعي فيسبوك: "الكهنوت تفاني صامت"
وأضاف: "من النزعات الأولى التي يجب أن يحاربها الكاهن منذ بدء رسالته هي "روح التسلط على الآخرين" و"الغيرة الحسودة الذميمة".
وتابع: "إن روح الغيرة طبيعي في الإنسان. فالكاهن الصالح يغار مضَاعفاً على رعيته لكيما يربح النفوس للمسيح. ولكن إن لم يتوفر فيه ذلك التفاني الصامت قد يحول تلك الغيرة لمصلحته هو دون أن يعي الأمر في البداية. إذ يبدأ فيحس برضا على ذاته بتأثير كلام الناس الذين يحيطون به ويمدحونه بطرق شتى فيأتي شيئاً فشيئاً إلى ادعاء السيطرة والتسلط التام على الرعية فيحمله هذا على الغيرة من نجاح الكهنة الآخرين مثلاً، أو على التراجع عن الخدمة الغيورة في حالات الفشل، أو على القيام ضد الرعية أحياناً.
وأكمل: "وهذا خطر حقيقي يفسد حياة كهنة كثيرين ويسممها مانعاً صفاء حكمهم في أمور الرعاية والرسالة. فيؤول الأمر بهم في خدمتهم من قضية مقدسة إلى تقليص معنى الكنيسة والنعمة والمجانية الإلهيّة، وإلى حصرها في مجرد مُصَلَّى وهم لا يدركون. فتقوم عبادة شخصهم الصغير مقام عبادة الرب عندهم. وليس هذا بخطر وهمي نظري بل هو وارد كل يوم.
واستطرد: "كما أن هناك إطار آخر للتفاني هو الوضع العكسي للوضع المنوه أعلاه، هو "قيام العقبات من قِبل الآخرين في وجه الخدمة". فالعقبات المتسببة من الآخرين هي كثيرة لا تعد وموجودة على الدوام، تتخذ إجمالاً شكل الرفض وعدم التجاوب مع الكاهن، أو شكل اللامبالاة والبرودة إزاء مبادرته مقرونة بالجهل الجسيم. وأحياناً كثيرة يصبح الكاهن موضوع كره وخصومة ووشايات وما شابه ذلك.
واختتم: "مقابل هذه العقبات كلها ليس للكاهن إلا أن يتوغل ويتعمق في تفانيه، فينمو الرب بتواضعه فيه ومن خلاله.