الخنفسا

الأندية، هي المظلة اللي تحتها بـ تتلعب كرة القدم، الأندية سبقت المنتخبات الوطنية، مش بس، لأ، في العالم أجمع، والانتماء الأساسي في الكورة بـ يكون لها، حتى قبل المنتخبات.
مش مفهوم خالص، ليه الجمهور دا بـ يشجع النادي دا، أحيانًا بـ يبقى فيه سبب جغرافي، لكنه غير كافي وغير حاسم، أحيانًا بـ يكون فيه أسباب تانية، لكن مفيش سبب قاطع يفسر "الانتماء".
عن نفسي عندي نظرية كدا، هي إنه تشجيع الكورة عمومًا هو البديل العصري لـ فكرة "القبيلة"، القبيلة مش الدولة، القبيلة بتاعة البشر في مراحل الحياة الأولى على الأرض، اللي بـ نسميها مرحلة "الإنسان البدائي".
وجود الإنسان وأمنه وطعامه وشرابه كانوا مرهونين بـ الانتماء لـ قبيلة صغيرة، ونظرًا لـ طبيعة التنافس على الموارد المحدودة، القبيلة دي المفروض تنافس القبائل التانية، وتنتصر عليها وتسحقها، من هنا يظل مسيطرًا على الإنسان الاحتياج لـ هذا "الانتماء" اللي بـ يظهر في أشكال مختلفة.
من أشكال القبيلة في العصر الحديث، نادي كرة القدم، اللي له مشجعين، يسعدوا بـ انتصاره، ويحزنوا لـ خسارته، وربما يشكل لـ بعضهم الحياة ذاتها.
على أي حال، ظهرت الأندية في مصر مع مطلع القرن الـ 20، وكانت في البداية أندية لـ الأجانب فقط، وعندنا تلات أندية مشهورة، خلينا ناخد فكرة عن كل واحد منهم، ونبدأ بـ الأقدم، اللي هو معروف حاليًا بـ اسم نادي "بورفؤاد".
خليني بس الأول أتحفظ على كلمة "الأقدم"، أصله الموضوع دا له جوانب كتير، واعتبارات أكتر، وله أكتر من طريقة في مقياسه، إنما لما نقول "الأقدم"، فـ إحنا نقصد إنه بين الأندية الموجودة حاليًا، دا صاحب أقدم تاريخ تأسيس، صحيح مش بـ نفس الاسم ولا الهيئة ولا التركيبة، إنما على الأقل الامتداد واضح، واتأسس على نفس الأرض الموجود عليها حاليًا.
النادي دا أنشئ 1902، وكان اسمه نادي "سكارابيه"، وقريت تفسيرين لـ هذا الاسم، أو خلينا نقول ترجمتين، الأولى إنها تعني "أرض الفحم"، على أساس يعني إنه أنشئ لـ عمال الفحم في المنطقة، والتانية معناها "الخنفساء" بـ الفرنسية، ولما كنت جاهلًا بـ اللغات، عدا الإنجليزية، فـ أنا مش عارف، وإن كنت أميل لـ التانية.
المهم إنه "اسكارابيه" دا اتأسس وقعد 27 سنة يحمل هذا الاسم، وخاض بيه منافسات كتير، لـ حد ما اتأسست مدينة بورفؤاد، فـ هو اتسمى على اسم المدينة سنة 1929، وبقى اسمه زي ما نعرفه حاليًا، ثم إنه سنة 1953 لغى نشاط كرة القدم فيه، ورجع بعد 4 سنين، بـ صفة تانية، وطبيعة تانية، لكن تحت نفس الاسم، وفوق نفس الأرض.
حكاية إنه النادي راح وجه وراح وجه دي، بـ تخلي فيه تردد حوالين اعتبار النادي اللي اتأسس 1902 هو نفس النادي الحالي، حتى لو كان له نفس المقر، من هنا بـ ييجي التحفظ على كلمة "الأقدم"، وحضرتك تقدر تعتبرها زي ما إنت عايز.
المهم، إنه وقت تأسيسه كان لـ الأجانب فقط، وفريق الكورة كان لـ العاملين اليونانيين فقط، ما كانش فيه ولا شخص مصري واحد، ودا أكيد مفيش عليه خلاف، من هنا، فكرة اعتباره نادي "مصري" محل خلاف، حسب تعريفك: يعني إيه مصري؟