مجلة أمريكية: قتلة رئيس هاييتي عسكريون أجانب.. ودوافعهم غير معروفة
كشفت تحقيقات أجهزة الأمن في هاييتي، عن أن منفذي الهجوم المسلح الذي أسفر عن اغتيال الرئيس جوافنيل مواسي، هم مجموعة من العسكريين الأجانب بلغ عددهم 28 منهم 26 يحملون الجنسية الكولومبية.
ونقلت دورية "انتلجنس أونلاين" الأمريكية في عددها الصادر اليوم السبت، عن مصادر في شرطة هاييتي التي تباشر التحقيق في واقعة الاغتيال قولها إن منفذي الاغتيال هم عسكريون سابقون جيدو التدريب والتسليح، موضحة أنهم اقتحموا مقر الرئيس الواقع في بورت أوبرينس عاصمة البلاد في ساعة متأخرة من ليل الثلاثاء الماضي، في 5 عربات قتالية على الأقل.
وأضافت المصادر أن منفذي الهجوم كانوا على قدر كبير من التدريب حيث اتسم أداؤهم بالسرعة و باغتوا قوة الحراسة الخاصة للرئيس الهاييتي التي كانت تتولى تأمين مقر إقامته.
وكشفت شهادات شهود عيان الواقعة عن أن المهاجمين كان أغلبهم لا تبدو عليهم ملامح مواطني هاييتي، وكانوا يتحدثون بالأسبانية والإنجليزية، وكلاهما لغتان غير شائعتين في هاييتى، التي يتحدث غالبية سكانها اللغة الفرنسية أو لغة السيرول Creole المحلية.
وبحسب الدورية الأمريكية، كشفت تحقيقات أجهزة الأمن في هاييتي عن اثنين من المشاركين في الهجوم، وهما جوزيف فينسينت (55 عاما)، و جيمس سولاجس (35 عاما) يحملون الجنسية الأمريكية، ويقيمون في ولاية ميامي الأمريكية، وكلاهما من أبناء العرقية الهاييتية محدودة العدد من سكان الولاية الأمريكية .
وكانت قيادة شرطة هاييتي قد أعلنت مساء أمس الأول الخميس، عن إلقاء القبض على 17 من المشتبه في تورطهم في عملية اغتيال رئيس الدولة، فيما لقي سبعة من المهاجمين مصرعهم خلال الاشتباك مع قوة الحرس الرئاسي المكلفة بحماية الرئيس.
وقال المفتش العام لشرطة هاييتى ليون تشارلز إن أجهزة الأمن في هاييتى لا تزال تبحث عن 8 أشخاص هاربين من منفذي الهجوم .. موضحا أن 26 من منفذي الهجوم كانوا عسكريين سابقين في القوات المسلحة الكولومبية ويحملون الجنسية الكولومبية بالإضافة إلى الأمريكيين السابق الإشارة إليهما.
وأشارت الدورية الأمريكية إلى إعلان الرئيس الكولومبي الليلة الماضية عن استعداد بلاده للتعاون مع سلطات هاييتي في التحقيقات الجارية حول واقعة اغتيال رئيسها، مؤكدة أن ذلك يؤكد صحة ما كشف عنه المفتش العام لشرطة هاييتي برغم عزوفه عن إعطاء مزي من المعلومات التفصيلية حرصا على سلامة سير التحقيقات.
ورأت “انتلجنس اونلاين” أن واقعة اغتيال رئيس هاييتى قد جرى لها تخطيط مسبق على نحو جيد برغم عدم اتضاح دوافع منفذيها الذين لا يزال الغموض يغلف فعلتهم، لا سيما وأنهم لم يبادروا بالانسحاب من مكان الواقعة بعد تأكدهم من تصفية الرئيس الهاييتي بل قاموا بإضرام النيران في جميع غرف القصر الرئاسي الذي كان يقيم فيه، و استهدفوا كافة محتويات القصر من مستندات و حواسيب ووسائط تخزين رقمية.
وذكرت الدورية الأمريكية أن ذكاء الخطة الهجومية وحجم التسليح والتدريب الجيد للعناصر التي نفذت الاقتحام والاغتيال وقدرتهم على اختراق وتحديد قوة الحماية عالية التدريب من حرس الرئيس الهاييتي المغتال بأقل خسائر، تطرح تساؤلات مهمة وربما بعض الألغاز، وقد تكشف التحقيقات الجارية حاليا عن أبعادها.
وأضافت أن الإجراءات الأمنية المشددة التي يتم اتخاذها حاليا في هاييتي بموجب إعلان الأحكام العسكرية في جميع مناطق البلاد منذ اغتيال رئيسها قد لجمت إلى حد كبير من أنشطة العصابات المسلحة التي تنتشر في بلداتها بما في ذلك ضواحي عاصمتها بورت اوبرينس.
وأشارت “انتجنس أونلاين” إلى أن غالبية تلك العصابات المسلحة تنتمي إلى الحزبين السياسيين الرئيسيين في هاييتى وهما حزب تيتكيلا بارتى Tèt Kale Party الموالي لرئيس البلاد الذي تم اغتياله، وحزب تحرير هاييتى التقدمي المعارض Haitian Progress and Emancipation الذي يرفض منذ العام 2016 الاعتراف برئيس البلاد.
وتعيش هاييتي حاليا في ظل أحكام عرفية عسكرية فرضها رئيس الوزراء جويف كلاود فور حدوث واقعة اغتيال رئيس البلاد، ويحظى رئيس وزراء هاييتي الذي أضحى حاكما عسكريا للبلاد، بتأييد من القوات المسلحة الهاييتية، ومعروف عنه أن ولاءه لرئيس البلاد الذي تمت تصفيته.