في يومها العالمي.. الشيكولاتة هدايا أثرياء أوروبا وطقوس الرهبان في الأديرة
يصادف هذا العام الذكرى الـ 500 على صنع الشيكولاتة، الذي يعتبر أحلى سر للأمريكيين، ففي عام 1521 على متن سفينة من المكسيك إلى برشلونة، تم القيام بتهريب المكونات والوصفات اللازمة لصنع الشوكولاتة.
وسرعان ما أصبحت شائعة في إسبانيا قبل أن تنتشر عبر أوروبا في القرون التي تلت ذلك، ومع ذلك لا يُعرف على نطاق واسع ببرشلونة على أنها تربطها علاقة عميقة بالشوكولاتة، مقارنة بمدن مثل بروكسل وزيورخ وباريس.
مشروب إلهي داكن من الكاكاو.. أسرار اكتشاف الشوكولاتة
Museu de la Xocolata داخل هذا المتحف الضخم، الواقع في المركز التاريخي لبرشلونة، والذي يقدم لك شرحًا كافيًا عن رحلة الشوكولاتة من الأمريكتين إلى أوروبا، والتي كانت مرتبطة باثنين من الإسبان، راهب وغازي، وكان الرجل الأخير هو هرنان كورتيس، الذي ساعد في قيادة غزو إسبانيا لأجزاء من أمريكا الوسطى والجنوبية في عشرينيات القرن الخامس عشر.
في المكسيك في عام 1519 توصل كورتيس إلى اكتشاف غير متوقع وهو تذوق مشروب داكن وغني مصنوعًا من حبوب الكاكاو، الذي كان يسمى الكاكاو، كتب كورتيس عن هذا الاكتشاف: "المشروب الإلهي الذي يبني المقاومة ويحارب التعب.. كوب من هذا المشروب الثمين يسمح للإنسان بالسير ليوم كامل بدون طعام".
بحلول تلك المرحلة تم استهلاك مشروبات الكاكاو في هذه المنطقة لعدة آلاف من السنين، واكتشف علماء الآثار أواني عمرها 5500 عام بها آثار من حبوب الكاكاو، التي لا تزال حتى يومنا هذا المكون الرئيسي في الشوكولاتة.
كيف صنع الكاكاو؟
كان الكاكاو عبارة عن شجرة استوائية نشأت في غابات الأمازون المطيرة، يبلغ ارتفاعها ما بين أربعة وستة أمتار، وتنمو بشكل أفضل على ارتفاع 500 إلى 800 متر فوق مستوى سطح البحر، وتتطلب رطوبة عالية ودرجات حرارة ثابتة في 20 إلى 30 درجة مئوية، وتحتوي على ما يصل إلى 50 حبة كاكاو.
كان مشروب الشوكولاتة لأول مرة قويًا جدًا بالنسبة للأذواق الأوروبية، لذلك خفف الإسبان مرارته، عن طريق نقعه بالسكر والقرفة والفانيليا لصنع مشروب ساخن عطري، لم تكن نكهة هذا المشروب مختلفة كثيرًا عن نكهة الشوكولاتة الساخنة في العصر الحديث.
كيف وصلت الشوكولاتة إلى برشلونة؟
تم نقل حبوب الكاكاو ووصفة مكتوبة للشوكولاتة على الفور إلى Monasterio de Piedra، وهو دير بعيد على ضفاف البحيرة على بعد 330 كيلومترًا غرب برشلونة.
واعتبر أصحاب الشوكولاتة هذه سلعة نادرة وقيمة يجب الاحتفاظ بها للقلة المتميزة، وليس مشاركتها مع الطبقة العاملة، وتم تحضير أول مشروب شوكولاتة مصنوع في أوروبا في المطبخ في هذا الدير المطل على بحيرة ديل إسبيجو البكر.
كانت الشوكولاتة مميزة جدًا في عيون الرهبان لدرجة أنهم حولوا استهلاكها إلى شكل من أشكال الطقوس، لقد خصصوا غرفًا للشوكولاتة في أديرتهم حيث كانوا يجتمعون بعد الصلاة لتذوق المشروب.
الشوكولاتة والأثرياء.. هدايا الزواج
وفقًا لموقع ذا ناشونال لم تتمكن الشوكولاتة من التسلل من إسبانيا إلا في أوائل القرن السابع عشر، قدمتها أميرة إسبانية كهدية إلى الملك لويس الثالث عشر ملك فرنسا في حفل زفافه عام 1615، وفي غضون عقود استمتعت بها الطبقات العليا في العديد من البلدان الأوروبية.
دواء الشوكولاتة
في نفس القرن، تطورت الشوكولاتة أيضًا من كونها مجرد طعام شهي إلى استخدامها كدواء، في ثمانينيات القرن السادس عشر، قام عالم الطبيعة والطبيب البريطاني هانز سلون باكتشافات حول القوى العلاجية للشوكولاتة وبدأ في بيعه كدواء يساعد على الهضم.
أول آلة لصنع الشوكولاتة؟
كانت برشلونة أيضًا مسئولة عن قفزة أخرى في تطور الشوكولاتة عندما تم اختراع أول آلة لصنع الشوكولاتة في تلك المدينة عام 1777، ومع ذلك لم تصل الشوكولاتة إلى ذروتها بعد بسبب محدودية المعروض من مكوناتها الرئيسية، حتى زرع البرتغاليون أشجار الكاكاو في غرب إفريقيا الاستوائية.
ووصلت الشوكولاتة أخيرًا إلى جماهير أوروبا، لم تعد حكرا على الأثرياء، ويمكن لأي شخص شراء الشوكولاتة بسهولة، والتي تأتي الآن في شكل صلب.
في القرن التاسع عشر بدأ صانعو الشوكولاتة في جميع أنحاء أوروبا بتجربة الخلطات التي حولت هذا المشروب إلى طعام، شكل مزيج من مسحوق الكاكاو وزبدة الكاكاو والسكر أول لوح شوكولاتة متوفر تجاريًا، تم بيعه في عام 1847 من قبل شركة الشوكولاتة البريطانية JS Fry & Sons.
بحلول بداية القرن العشرين أصبحت الشوكولاتة تحكم أوروبا، وتم بيعها وتناولها على نطاق واسع في كل بلد في القارة، كما تم دمج جميع أنواع النكهات والحشوات لجعلها أكثر تنوعًا وجاذبية للمستهلكين من مختلف الأذواق.