«سأتعافى بأذيتك».. فتيات اكتشفن حقيقة مرض أزواجهن بعد فوات الآوان
آراء مختلفة تداولها رواد التواصل الاجتماعي خلال الفترة الأخيرة، بشأن حالات الزواج والطلاق في مصر، يطالبون من خلالها بتوفير ضمان حقوق الزوجين بشكل كامل، وبالأخص المطلقات، فقد دعا بعض المواطنين إلى حصول المطلقة على نصف ثروة الزوج بعد الطلاق.
ازداد الأمر إثارة حين ظهر مقترح برلماني يطالب بوضع شروط أساسية قبل عقد أي زواج، وهي "سلامة الصحة النفسية" للطرفين، ما يعني خضوعهما لفحص طبي قبل الزواج، يتضمن تحليل الدم والكشف عن الأمراض المختلفة، بجانب إصدار وثيقة تثبت صحة ذلك عند عقد القرآن.
ولم يقف الأمر عند ذلك الحد فقط، بل تقدمت أيضًا النائبة دينا هلاي بمقترح آخر إلى مجلس الشيوخ، يتطلب إجراء فحصوات الكشف النفسي والعصبي لدى الزوجين، وخفايا الاضطرابات والأمراض النفسية التي قد تعرض حياتهما للخطر، وكذلك علاقتهما مع الأطفال.
حالات الطلاق العديدة التي شهدتها مصر مؤخرًا، كانت هي السبب الرئيسي في اللجوء إلى مثل تلك الاقتراحات، وتأييد المواطنين لتطبيقها في أسرع وقت، كمحاولة للحد من حالات الانفصال المتكررة التي تحدث نتيجة الأذى النفسي والجسدي في العلاقة الزوجية.
وتواصلت "الدستور" مع فتيات واجهن تلك المشكلات خلال فترة الزواج، واكتشفن حقيقة مرض أزواجهن على فراش الزوجية، سواء كان مرض نفسي أو جسدي، ما جعل العلاقة معقدة لأبعد الحدود، وكان الطلاق هو نهاية المطاف.
أميرة: كان يُعنفني طوال الوقت ويستلذ بإهانتي
أميرة، فتاة عشرينية، لم تستغرق فترة زواجها سوى عامين فقط، لكنها قضتهما في وضع سئ للغاية، تحملت ما لا يتحمله بشر، حاولت كثيرًا تجاوز العديد من المواقف العصيبة، والبحث عن حل لاستكمال حياتها الزوجية، حتى فقدت الأمل، وقررت إنهاء ما خُدعت به من البداية.
استفاقت الفتاة في أول أيام زواجها على كارثة، إذ قرر الزوج تغيير ديكور المنزل الذي لم يتحمله لمدة ليلة واحدة فقط، طالبًا ذلك من الزوجة فور استيقاظها من النوم، وحين رفضت طلبه سبها بأفظع الشتائم، قائلًا: "تسمعي الكلام وانتي ساكتة عشان متشوفيش الوش التاني".
لم يكن حديث الزوج مجرد تهديد لفظي، فقد ظهر الوجه الآخر له بالفعل حين امتنعت الفتاة عن تلبية طلبه، وبدأ في جرها على الأرض، والتعدي عليها جسديًا، لحين وصول ذويه الذين استكملوا ما فعله من إهانة الزوجة في أول أيام زفافها.
عانت الفتاة من الاضطهاد النفسي والجسدي طوال فترة إقامتها في عش الزوجية، فقد كان ذوي الزوج يترددون على منزلهما بشكل يومي، ويجبرونها على إعداد الطعام وتلبية خدماتهم التي لا تنتهي، وفي حالة رفضها لأوامرهم، سرعان ما ينهال الزوج عليها بالضرب المبرح، والذي ترك علامات واضحة على جسدها الضئيل.
"اكتشفت إن العيلة كلها مريضة، وعندهم هوس بإن الناس لازم تسمع كلامهم وتطيع أوامرهم"، تلك كانت أعراض المرض النفسي الخطير الذي كشفت الفتاة حقيقة إصابة زوجها به بعد مرور 5 أشهر من الزواج، حين وجدت في غرفة النوم روشتة طبية مختومة من قبل أخصائي نفسي، وقررت التواصل معه على الفور ليؤكد لها حقيقة مرض زوجها.
وبسؤاله عن إمكانية العلاج، أخبرها أن التعافي ليس مستحيلًا، وشجعها على المساعدة في ذلك، ولم تتردد الفتاة في الوقوف بجانب زوجها، وحاولت كثيرًا تنفيذ مطالبه دون أي امتناع، لكن المرض كان يتوغل بشكل أكبر مع مرور الوقت، وكذلك الضرب المبرح الذي جعل جسدها ضعيفًا للغاية، بجانب الأثر النفسي السئ بداخلها.
طلبت الطلاق
وبعد عامين من الزواج، قررت الزوجة إنهاء تلك القصة بشكل نهائي، وطلبت منه الطلاق لكنه رفض بشدة، وحبسها في المنزل، حتى استطاعت الهروب في إحدى اليوم، متوجهة إلى منزل ذويها، الذين لم يدركوا أي شئ عن الأمر من قبل، وساعدوها في اتخاذ إجراءات الطلاق بشكل رسمي، بعد تهديد الزوج بمقاضاته وحبسه إثر التعدي على إبنتهم جسديًا.
يذكر أن نسبة الطلاق في مصر تجاوزت 218 ألف حالة طلاق خلال عام 2020، حسب إحصاءيات الجهاز المركزي للتعبئة العامة والإحصاء، مقابل 225 ألف حالة عام 2019، و201 ألف حالة في عام 2018.
هند: أخفى عني إصابته بفيروس خطير واكتشفت ذلك بعد انتقاله إلى جسدي
قصة هند، الفتاة الثلاثينية، كانت مختلفة بشكل كبير، فقد واجهت أمر أكثر خطورة، كاد أن يقضي على حياتها تمامًا، بعد أن أنهى حياة طفلها قبل ولادته، ومن هنا اكتشفت حقيقة الأمر الذي أخفاه زوجها عنها طوال فترة زواجهما، التي لم تستغرق سوى 9 أشهر.
كانت تشعر الفتاة ببعض الأعراض بعد الاتصال الجنسي مع زوجها، لكنها لم تدرك حينها خطورة الأمر، وظنت أنه مجرد إعياء يتلاشى مع المسكنات، حتى تطور الأمر بعد شهور قليلة، وتمثلت تلك الأعراض في ظهور تقرحات على العضو التناسلي، ونزيف مهبلي غير طبيعي، بجانب الآلام الشديدة أسفل البطن.
اتجهت على الفور إلى الطبيب للإطمئنان على حالتها الصحية، واكتشفت خبر حملها في جنين عمره شهرين، لكن بعد أيام قليلة توفى الطفل إذ فجأة، وبالكشف الطبي عليها تبين إصابتها فيروس خطير يسمى فيروس الورم الحليمي، وتنتقل العدوى الخاصة به عن طرق الجنس، ومن هنا أدركت حقيقة مرض زوجها لتواجه بالأمر على الفور.
حاول الزوج استنكار مرضه في بداية الأمر، وحين طلبت منه إجراء كشف طبي لإثبات ذلك، قرر الاعتراف لها، قائلًا: "أيوه مريض بقالي سنتين ولو كنت عرفتك مستحيل كنا نتجوز"، وادعى أنه فعل ذلك تحت مسمى الحب، لكن الصدمة كانت شديدة للغاية، فقد فقدت الفتاة طفلها بعد أيام قليلة، وأصيبت بمرض خطير لا تعلم إمكانية التعافي منه.
طلبت "هند" الطلاق على الفور دون تفكير، واستجاب لها الزوج بسبب شعوره بالندم تجاه ما فعله معها، ثم عادت إلى منزل ذويها، وتتابع حاليًا مع أحد الأطباء المتخصصين في العلاج من المرض، على أمل أن تنتهي من تلك المأساة وتعود إلى حياتها الطبيعية من جديد.