في مئوية سيد درويش.. بيت مهمل وأوبرا في أجمل اطلالاتها

له لحن في كل بيت يترك أثر نغماته عالقا في الأذهان، ففور أن تطأ قدميك منطقة وسط البلد وتحديدًا شارع فؤاد لا بدّ أن تتذكره سواء من منزله البسيط الذي أصبح في طي النسيان ام من خلال مسرحه الذي عوض ذلك النسيان بحفلات تشدوا ألحانها ليأتي إليها طبقة عريضة من الجمهور أصحاب الذوق الرفيع.

مئوية افتتاح مسرح سيد درويش

بالتزامن مع مئوية افتتاح مسرح سيد درويش بالاسكندرية، تزين المسرح ليظهر في ابهى صوره، في برنامج احتفالي بدءا من اليوم على مدار ٤ ايام متواصلة.

قالت إيناس عبد الدايم، وزيرة الثقافة، إن مسرح سيد درويش يمثل أحد المعالم البارزة فى الإسكندرية ويعد شاهدًا على كثير من الاحداث الفنية والتاريخية التى جرت بمدينة الثغر.

اضافت عبد الدايم أن الاحتفال بالمئوية يأتى ضمن استراتيجية تعريف الاجيال الجديدة بصفحات مشرقة من تاريخ مصر الثرى ، مؤكدة الفخر بايقونات الوطن التى شكلت عناصر ومفردات قوته الناعمة.

مراسم حفل الافتتاح

وتبدأ مراسم حفل الافتتاح بمظاهر احتفالية خارج المسرح وتشمل عروضًا للموسيقات العسكرية، مجموعة الأوبرا المصرية لموسيقى الحجرة إزاحة الستار عن تمثال سيد درويش ويصاحبها إسقاطات ضوئية مصورة على واجهة المسرح.

وتشمل افتتاح معرض الفنان خالد هنو بالبهو الرئيسي للمسرح ، و عرض الفيلم الوثائقي 100 عام من الإبداع ويروى تاريخ مسرح سيد درويش واهم العروض التى استضافها مع تكريم 21 شخصية من أعلام مدينة الإسكندرية الذين قدموا إسهامات متميزة للمسرح.
 

مسرح سيد درويش اقدم المسارح في مصر

مسرح سيد درويش "أوبرا الاسكندرية" يعد من اقدم المسارح فى مصر، وضع حجر الاساس عام 1918 واطلق عليه اسم تياترو محمد على وصممه المهندس الفرنسى جورج بارك مستوحيا عناصر أوبرا فيينا ومسرح أوديون في باريس وزين المبنى بمجموعة من الزخارف الفريدة ذات الطابع الكلاسيكى الاوروبى.

افتتح المسرح 1921 وقدمت عليه عروض عديدة مصرية وأجنبية وفي 1962 تم تغيير اسمه من "تياترو محمد علي" إلى مسرح سيد درويش تكريما لعبقري الموسيقى العربية ابن الإسكندرية الشهير ومع مرور الزمن أدرج بقائمة التراث المصري وبدأت عام 2000 عمليات مكثفة لتجديده، وافتتح 2004 بعد اجراءات التحديث والتطوير

منزل درويش يأن من الاهمال "لن يتبقى سوى أطلال"

لكن مع كل هذا الاهتمام ستجد في الجهه المقابلة وتحديدا بداخل اقدم الشوارع بمنطقة كوم الدكة، جدران طوبية متهالكة تتراكم عليها اكوام القمامة ويحيطها احبال الغسيل، وعند سؤالك اين منزل ابن الاسكندرية سيد درويش فتجد ان هذا المكان هو ما تبقى منه لتغيب عنه جمال الالحان وتمحو من جدرانه رونق زمن الفن الجميل، ولن يتبقى سوى الأطلال".

نداءات عديدة من الوسط الثقافي طالبت بإعادة ترميم المنزل وتهيأته وتحويله الا متحف يحيي بداخله صوت الموسيقى، ويجدد ذكرى درويش الاسكندرية ولكن بلا اي خطوات تنفيذية، خاصة ان المنزل مازال ياتي له زوار في يومي مولده ووفاته، ولن يجدوا سوى حائط تحتضن بداخله اكوام القمامة بدلا من صوت الموسيقى.

اهالي كوم الدكة يبقون على الذكرى بمهرجانات احتفالية

"زوروني كل سنة مرة، حرام تنسوني بالمرة»، كلمات لحنها الفنان السكندري سيد درويش، ولكنها لم تبقى في طي النسيان، فظل أهالي منطقة كوم الدكة بالإسكندرية، يسيرون على خطاها ويعتبرونها وصية درويش لهم.

فسيد درويش ولد في منطقة كوم الدكة 17 مارس 1892، ومن أشهر ألحانه "زوروني كل سنة مرة، خفيف الروح، عشاق النبي، والبحر بيضحك ليه".

فينظم اهالي المنطقة سنويا احتفالا شعبيا يحييه المواهب الشابة مرتين الاولى في ذكرى ميلاده والثانية ذكرى وفاته، ويحضره أهالي منطقة كوم الدكة وكل من يعشقون سيد درويش.

يقول سيد احمد، أحد اهالي المنطقة ان سيد درويش ايقونة لنا، وله طابع خاص لدينا، ولهذا نحرص ان نحيي ذكراه في حفل تتغنى فيه احانه واغانية مرة اخرى.

تابع علي عبد الله، احد اهالي المنطقة، ان احداث كورونا خلال الفترة الاخيره هي ما منعتنا من تنظيم مهرجان درويش، الذي اعتدنا عليه، ولكن في غير ذلك فان المهرجان يحرص على اظهار المواهب الشابة في المنطقة ودعمهم فنيا وتقديم فقرات ترفيهية للأطفال وتعريف ضيوف المهرجان بتاريخ سيد درويش الذين يأتون من خارج المنطقة.