للتأكيد على موقفهما.. مصر والسودان تكثفان جهودهما قبل جلسة مجلس الأمن
توجه وزيرا خارجية مصر والسودان، اليوم الأحد، إلى نيويورك للتحضر للجلسة المقرر عقدها في مجلس الأمن الدولي بشان أزمة سد النهضة في ظل التعنت الإثيوبي.
ويعقد كل من سامح شكري وزير الخارجية المصري، ونظيرته السودانية مريم الصادق المهدي، كل على حده، اجتماعات ولقاءات مكثفة مع وزراء خارجية الدول ومندوبي الدول الأعضاء بمجلس الأمن، للتأكيد على موقف القاهرة والخرطوم من ملف سد النهضة، فضلا عن التمسك بالتوصل إلى اتفاق قانوني ملزم حول ملء وتشغيل السد.
لقاءات سامح شكري في نيويورك للتأكيد على موقف مصر
وغادر وزير الخارجية سامح شكري إلى مدينة نيويورك بالولايات المتحدة الأمريكية في إطار التحضير للجلسة المقرر عقدها لمجلس الأمن بالأمم المتحدة لتناول قضية سد النهضة الإثيوبي، والتي تعقد بناءً على طلب مصر والسودان.
وصرح السفير أحمد حافظ، المتحدث الرسمي باسم وزارة الخارجية، أنه من المقرر أيضاً أن يعقد شكري خلال الزيارة سلسلة من اللقاءات والاجتماعات المكثفة بعدد من نظرائه الوزراء، والمندوبين الدائمين للدول الأعضاء بمجلس الأمن، والمسئولين بالأمم المتحدة، وذلك لإعادة التأكيد على الموقف المصري الثابت تجاه قضية سد النهضة والقائم على ضرورة التوصل لاتفاق قانوني ملزم حول ملء وتشغيل السد يراعي مصالح الدول الثلاث ويحفظ حقوق مصر ومصالحها المائية.
مصر لن تدخر أي جهد لحماية أمنها القومي وحقوقها المائية
وقبيل مغادرته إلى نيويورك، أكد شكري، في عدة تصريحات إعلامية مساء السبت، على أن مصر لن تدخر أي جهد لحماية أمنها القومي وحقوقها المائية، محذرا من أن بناء سد النهضة سينتج عنه ضرر كبير، موضحا أن عملية الملء الثاني تعد مخالفة جديدة من الجانب الإثيوبي، وبأنه سيكون لبلاده رد فعل ملائم له.
وفي حال عدم صدور قرار مناسب لبلاده وللسودان من قبل مجلس الأمن الدولي، بشأن أزمة سد النهضة، أشار سامح شكري إلى أن بلاده ستستمر في عمل الاتصالات الدولية والتواصل مع الاتحاد الأفريقي، لافتا إلى أن مصر لديها، دائما العزيمة والقدرة للدفاع عن مصالحها المائية.
وشدد وزير الخارجية المصري على أن كل الوسائل متاحة للشأن المصري حيال التعامل مع أزمة سد النهضة، مشيرا في الوقت نفسه إلى أن مصر ترتكن إلى السلم في الإطار السياسي، بهدف تجنب الصراع والصدام والتوتر، الذي قد ينتج في منطقة القرن الإفريقي.
وأكد شكري أن مصر ليست متفاجئة من موقف مجلس الأمن الدولي من أزمة سد النهضة الإثيوبي، مشيرا إلى أنه كان من المتوقع أن يكون هناك موقف أكبر من المجلس، في إطار دفع الأطراف لاستئناف المفاوضات، لافتا أن الموافقة على عقد جلسة مجلس الأمن جاء بعد جهود واتصالات.
شكري يثمن عقد مجلس الأمن جلسة ثانية بشأن السد: سابقة لم تحدث من قبل
وأشار شكري إلى أن عقد مجلس الأمن لجلسة ثانية بشأن السد الإثيوبى سابقة لم تحدث من قبل، مضيفا أنه يتطلع إلى أن يتخذ مجلس الأمن موقفا محددا يلزم إثيوبيا باتفاق يلبى طموحات الدول الثلاث.
وقال شكرى، إنه لا يمكن الاستمرار فى نهج المماطلة والمفاوضات بشأن السد الإثيوبي دون عائد، ومصر تحاول التواصل لاتفاق قانوني ملزم وعادل بشأن السد الإثيوبي، مشيرا إلى أن الاتحاد الإفريقي لعب دورا فى رعاية مفاوضات السد الإثيوبي، لكن المفاوضات تعقدت بسبب تعنت إثيوبيا، ونثق فى جهود الاتحاد الأفريقى بشأن التوصل لاتفاق ملزم وعادل بشأن السد.
المهدي تستعد لإجراء لقاءات مكثفة مع مسئولين أمريكان
وفي السياق، نقلت صحيفة "السوداني" السودانية عن مصادر، اليوم الأحد، أن وزيرة الخارجية مريم الصادق المهدي تغادر مساء الأحد إلى الولايات المتحدة الأمريكية، لحضور الجلسة الطارئة لمجلس الأمن الدولي حول أزمة سد النهضة، والمُقرّر لها الثامن من يوليو الجاري، ويضم وفد مريم، مديرة إدارة المنظمات الدولية بالخارجية السفيرة نادية محمد خير.
وبحسب المصادر من المُرجح أن تجري مريم، لقاءات مع مسؤولين أمريكان لشرح وجهة النظر السودانية حيال أزمة سد النهضة وتمسكها باتفاق قانوني ملزم.
ودفعت كل من الخرطوم والقاهرة في السابق بدعوات لانعقاد جلسة لمجلس الأمن الدولي بشأن سد النهضة، بعد رفض أديس مطالب بالتوقيع على اتفاق قانوني ملزم لها حول عملية ملء وتشغيل السد.
يُذكر أن عملية الملء الأولى لسد النهضة، أحدثت أضراراً في نظام الري بالسودان، مما أثار مخاوف لدى وزارة الري من تفاقم تلك الأضرار خلال الملء الثاني، لكن الوزارة قالت إنّها اتّخذت تحوطاتها منذ وقت مبكر قبيل حلول الموعد الذي أعلنته أديس للملء الثاني وهو يوليو الجاري.
السودان يرحب بإعلان مجلس الأمن عقد جلسة الخميس
كانت حكومة السودان أعربت عن ترحيبها باستجابة رئيس مجلس الأمن، لطلب السودان الخاص بعقد جلسة لمناقشة النزاع بشأن سد النهضة الإثيوبى، وتصريحه بعقد الجلسة فى الثامن من هذا الشهر.
وقالت وكالة الأنباء السودانية "سونا" نقلا عن عمر الفاروق المتحدث الرسمى باسم فريق مفاوضات سد النهضة: "يرحب السودان باستجابة رئيس مجلس الأمن، لطلب السودان الخاص بعقد جلسة لمناقشة النزاع بشأن سد النهضة الإثيوبى، وتصريحه بعقد الجلسة يوم الثامن من يوليو الجارى.
وقال المتحدث الرسمي باسم فريق السودان لمفاوضات سد النهضة عمر الفاروق، إن مجلس الأمن باستجابته لطلب السودان وموافقته على عقد هذه الجلسة يبرهن على خطورة الملء الثاني لسد النهضة وخطورة عدم قدرة الأطراف على التوصل لاتفاق نهائي وملزم على الأمن والسلم الإقليميين والدوليين.
وأكد عمر الفاروق تمسك السودان بمفاوضات سد النهضة تحت رعاية الاتحاد الإفريقي، ليجدد في ذات الإطار اقتراحه الموضوعي بتعزيز هذه المفاوضات بالرباعية الدولية الممثلة في الأمم المتحدة، والاتحاد الأوروبي، والولايات المتحدة، وجنوب إفريقيا، بما في ذلك ترقية دور الرباعية لمستوي الوسطاء .
وجدد السودان حسب البيان حرصه على مواصلة العمل بنيّة خالصة وعزم مع الأطراف الثلاث في مسار التوصل لاتفاق نهائي وملزم لقواعد ملء وتشغيل سد النهضة لصالح تنمية واستقرار المنطقة ورفاهية شعوبها.