حكايات مصريين متطوعين في حفر آبار المياه داخل دول أفريقيا
محمود الروبى، شاب كرّس حياته لمساعدة الغير، وكان همه الأكبر هو توفير المياه والطعام للقرى المفتقرة الخدمات داخل دول إفريقيا، اعتمدفى بداية رحلته على جمع التبرعات فى مصر، والسفر بها إلى الدول الإفريقية لاستهداف القرى الأكثر فقرًا للمياه، وحفر آبار المياه لها بهدف عودة الروح للأشخاص الذين عانوا سنوات طويلة فى الحصول على كوب مياه.
لم يكن الأمر هينًا فى البداية، لكنه أصر على تنفيذه، حين بدأ تجربته الأولى فى دولة «مالاوى» المعروف عنها بأنها أكثر الدول فقرًابالخدمات، فالجميع هناك يعانون صعوبة الحصول على المياه، معتمدين على مياه الأمطار المجمعة داخل حفر معينة، والتى من المفترض أنتكفى احتياجاتهم لمدة عام كامل.
فريق العمل المتخصص فى حفر آبار المياه داخل إفريقيا مكون من عمال مصريين أغلبهم أزهريون، يكونضمن عملهم أيضًا الجلوس مع المسلمين هناك وتحفيظهم القرآن الكريم. يقول «الروبى» إن الأفارقة بتلك القرى يعبرون دومًا عن مدىسعادتهم بمساعدة المصريين لهم، من خلال تقديم الشكر لهم بجميع اللهجات التى يتحدثون بها. يسعى الشاب حاليًا للانتشار داخل العديدمن الدول الإفريقية التى تكون فى أمس الحاجة إلى توافر المياه بها، معتمدًا فى عمله على نشر خريطة العمل على صفحات التواصل الاجتماعى، وتجميع أكبر قدر من التبرعات المصرية، للمساهمة فى إنجاز هذه المشاريع بأفضل شكل ممكن، مختتمًا حديثه لـ«الدستور»، بأنه لا يستطيع نسيان اللحظات السعيدة التى يعيشها عند الانتهاء من حفر بئر مياه، وشعور الأهالى بالنجاة حينها
عبدالله: نطبع علم مصر بعد إتمام عملية الحفر عشان الناس تفتكرنا
عبدالله، شاب ثلاثينى، كان يراوده حلم المشاركة فى بناء آبار المياه فى إفريقيا منذ الصغر، حين شاهد أحد الشيوخ الذين وهبوا حياتهملمساعدة القرى الأكثر فقرًا داخل قارة إفريقيا، وشارك فى حفر العديد من آبار المياه فى دول عدة، وبالفعل حقق «عبدالله» حلمه منذ عامينفقط، بالرغم من تخصصه الوظيفى كمهندس صوت فى مصر، فإنه تفرغ تمامًا لجمع التبرعات من المصريين واستخدامها فى أعمال خيريةداخل مصر وخارجها.
يحكى عبدالله قصته خلال حديثه مع «الدستور»، معبرًا عن سعادته بما حققه حتى الآن. بدأ الشاب حديثه عن رحلته الأولى إلى دولة النيجر، والتى باءت بالفشل حين تعرض لعملية نصب من إحدى المؤسسات التى تجمع التبرعات «التجربة مكنتش كويسة إطلاقًا»، ومن هناقرر «عبدالله» تأسيس شركة خاصة به يكون هو المسئول عنها فى المقام الأول لضمان وصول الخدمة للقرى الفقيرة، وبالفعل أسس شركةمقاولات داخل دولة كوت ديفوار، وتخصص حينها فى بناء آبار المياه.
وعن النظام المتبع فى حفر الآبار، يقول: «نبدأ برحلة استكشافية للقرى التى تفتقر المياه بشكل تام، ورصد احتياجات أهاليها، ثم نعمل علىحفر الآبار فى تلك المناطق»، يسعى الشاب حاليًا لتنفيذ مبادرة داخل القرى الإفريقية هدفها بناء ١٠ آلاف بئر مياه. واختتم «عبدالله» حديثهمتذكرًا لحظات السعادة لأهالى القرى التى حفر بها الآبار، وتقديمهم الشكر على ما فعله المصريون هناك قائلًا: «بنطبع علم مصر على البيراللى بتتبنى عشان الناس تفضل فكرانا».