عنترة بن برشلونة
كرة القدم سلعة، دا كلام مفروغ منه طبعا، وأي سلعة بـ تاخد رحلة طويلة ومعقدة، عشان توصل من منبعها، لـ حد مستهلكها الأخير، حتى رغيف العيش، اللي حضرتك بـ تجيبه من الفرن دا، قصته مش بسيطة.
من أول حبة القمح ما تبقى بذرة، لـ حد القطمة ع السفرة، فيه مواضيع وحواديت وزراعة ومعدات، ومطاحن ووقود، ووسائل نقل، وفلاحين وعمال وتجار، وليلة كبيرة سعادتك، مفيش حاجة سالكة.
طيب، حضرتك بـ تدفع نص جنيه في الرغيف، الخمسين قرش دول بـ يروحوا فين؟
بـ يتوزعوا على كل من ساهم في الرغيف، مفيش حد بـ يعمل دوره مجانا، حتى اللي عمل المسمار اللي متثبتة بيه طاولة العيش بـ يعود عليه فايدة ما من الخمسين قرش، لكن السؤال:
كيف يتوزع هذا النُّص على المشاركين في عملية الإنتاج؟ يعني، هل بـ نعمل بيهم ليستة، فـ يطلعوا 100 نفر، فـ ندي كل واحد خمسة مليم؟
أكيد لأ، إنما كل واحد بـ يحصل على مقابل دوره في العملية، فيه اللي بـ يطلع له مليم، وفيه اللي نصيبه عشرة صاغ، حسب هو عمل إيه.
ما ينفعش أبدا الراجل اللي بـ يبيع المسامير، يقول: لولاي مش هـ يكون عندك طاولة، ولو مفيش طاولة لا هـ تعرف تعجن ولا تخبز ولا تبيع، فـ أنا عايز حصة على كل رغيف.
طول ما السوق منضبط، كل واحد دوره محدد ومعروف، الأمور بـ تمشي تمام.
حلو، في كرة القدم بقى كيف تتوزع عائدات السلعة؟ هنا بـ الظبط المشكلة الحاصلة في المنظومة الكروية، خصوصا خصوصا، في المنظومة اللي بـ جد، اللي هي هناك في أوروبا.
عندنا المسألة أخف شوية، إنما من سنين، هذا السؤال مطروح، الكورة بتاعت مين؟
يعني، لما حضرتك بـ تدفع الـ250 جنيه لـ بي إن سبورتس، بـ تروح فين وتتوزع إزاي؟
أصل الأشياء إنه زي أي سلعة، فيه أطراف كتير جدا في الموضوع، فـ السؤال مش مين بـ ياخد فلوس، ومين لأ؟ السؤال: مين بـ ياخد إيه؟
السؤال دا بـ يظهر إمتى؟ لما طرف (أو أكتر) من أطراف المنظومة يحس إنه "مظلوم"، وما يقدمه أكتر بـ كتير مما يحصل عليه، فـ يسعى لـ تغيير المعادلة.
بطولات أوروبا كدا، خصوصا دوري الأبطال، فيه أندية عندها إحساس إنها إسهامها في البطولة أكبر بـ كتير من مردودها، اللي هو مثلا: أنا أرسنال، أنا برشلونة، أنا ريال مدريد، قدمت تاريخ عريض في مشاركاتي، وأساسا، الناس بـ تتفرج على المسابقة عشان أنا موجود فيها، إنما بـ أتعامل زيي زي أقل فريق في أوروبا، اللي هو عادي ممكن مرحلة المجموعات يبقى فيها نادي ملوش لازمة، وأنا كـ أرسنال مش موجود، علشان ما طلعتش في التوب فور في الدوري الإنجليزي، اللي الشامبيون شيب فيه أقوى من الدوري البرتغالي.
كمان، توزيعات الأموال والجوايز مش بـ تناسب اسمي وتاريخي دا لو أنا برشلونة مثلا، بينما الاتحاد الأوروبي بـ يسيطر على دخل البطولة، ويرمي لي الفتافيت.
فـ إحنا كـ أندية شهيرة وعريقة، بـ يعتمدوا على أسماءنا في التسويق لـ البطولة، ثم يتجاهلون هذه الأسماء في توزيع الحصص، زي بني عبس مع عنترة، يفتكروه وقت الحرب، وينسوه وقت توزيع الغنايم.
هو دا أساس المشكلة، ودا من سنين مش النهاردا، ولسه في الكلام كلام.